تكمن رسالة الكنيسة في دعوة المزيد والمزيد من الأشخاص الذين يرغبون في “الخروج إلى الضواحي”، على حدّ تعبير البابا فرنسيس!
كلّ عام، منذ 2015، يجمع مؤتمر الرسالة في أواخر شهر أيلول الكاثوليك في فرنسا الراغبين في أن يكونوا عاملين في رسالة الكنيسة. إنّ العديد من العلمانيين، والكهنة والأساقفة والرهبان والراهبات سيشاركون بكثافة في هذا اللقاء السنوي، الذي يصادف مع عيد القديسة تريز دو ليزيو، شفيعة الرسالات.
الكلّ يجتمع ليفكّر في التبشير ويتبادل الوسائل الحسيّة لتقديم الإيمان للعالم. مقتنعون بأنه بالرغم من العلمانية الواضحة للمجتمع، إلاّ أنّ العطش الكبير إلى الله يسكن قلوب رجال ونساء عصرنا.
وهذا يتطلّب التدريب ومشاركة المبادرات المختلفة، وإنشاء شبكة تبشيرية أخوية كبيرة. تمّ إنشاء مؤتمر الرسالة “كمختبر” للرسالة: كلّ شخص هو مدعوّ، بالإضافة إلى القداديس وأمسيات الصلاة، والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات، والطاولات المستديرة، والحفلات الموسيقية، والعروض.
نشأ مؤتمر الرسالة في باريس تحت قيادة جمعية أنونشيو وبالشراكة مع العديد من الحركات والجماعات التبشيرية (بما في ذلك ألفا وعين كارم وجماعة عمانوئيل…) ويحظى بشركاء جدد كلّ عام.
ويقول رافائيل كورنو تينارد من جمعية أنونشيو، مؤسس مؤتمر الرسالة: “كثير من الناس لم يدركوا أنّ المسيح يستطيع الإجابة على أسئلتهم الأساسية. ولكن إن لم نخرج للقائهم فلن يعرفوا أنّ الكنيسة هي حيّة. علينا أن نفتح الأبواب، وأن نذهب نحن أيضًا بدورنا وننضمّ إليهم”.
في العام 2021، سينتقل الكونغرس إلى مدن عديدة في فرنسا. في آذار 2022، ستنظّم بروكسل مؤتمرها للمرّة الأولى خارج فرنسا. ومن جانبها، استضافت توغو المؤتمر التبشيري الأوّل في آذار 2023.
في أواخر أيلول 2023، يعود الكونغرس إلى 9 مدن في فرنسا. سيتمّ عقده في مرسيليا في الفترة ما بين 22 أيلول و24 منه بالشراكة مع اللقاءات المتوسطية، من 29 أيلول حتى الأوّل من تشرين الأوّل في بيزانسون وليل وليون ونانت وروين وتولوز وتورز وفي 30 أيلول في فرساي لحضور مؤتمر الرسالة للشباب.
هذا العام، سيقوم المنظّمون بدعوة المشاركين على وجه التحديد للنظر إلى يسوع على الصليب. لقد بذل يسوع ذاته ليخلّص شعيه ويشهد لله. “في مدرسته، نريد أن نرتدي زي خدمة الله والعالم. وإذ ندرك كنز الإيمان الذي نحمله، نريد أن نقدّمه لإخوتنا وأخواتنا بفرح وتواضع”.
في الختام، إنّ مؤتمر الرسالة هذا ليس أرضًا خصبة للأفكار والحيوية، ولكنه أيضًا مكانًا للأخوّة. “إننا نرى صداقات تولد في الكنيسة وأشخاص يتواصلون ويجتمعون مرة أخرى ويقيمون معًا مشاريع تبشيرية. إنها أجمل ثمرة يمكن أن نتمناها لمؤتمر الرسالة”.