Abouna Yaacoub

يا صليب الرّبّ … يا حبيب القلب

من كلمات الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

من تلّة الجنّ… إلى تلّة الصّليب

                              يا صليب الرّبّ … يا حبيب القلب

                                                              أبونا يعقوب الكبّوشيّ

        حمل صليبه، وتبع يسوع… هام في عشق من مات على الصّليب من أجله…

 أطلق صلواته من الأعماق ساجدًا، وصارخًا “يا صليب الرّبّ، يا حبيب القلب”.

برى صليب سبحته شغفًا بالمصلوب، فبرى في نفسه الخطيئة، وجعل يديه تتزوّدان بأسمى ما تفيض به العناية الإلهيّة. تسلّح بتعاليم معلّمه القّديس فرنسيس القائل: “أيّها الإله السّامي المجيد، أنر ظلمات قلبي، وأعطني إيمانًا مستقيمًا، ورجاءً ثابتًا، ومحبّةً كاملةً، وإحساسًا، وإدراكًا، يا ربّ كي أتمّمَ وصيّتَكَ المقدّسة، والحقّة.”

اعتبر الكبّوشي أنّ كمال القداسة كامنٌ في الصّليب…

دعانا لنستنير بشعاعه، ونسير حاملين صليبنا كما حمله معلّمنا…

دعانا لنغتني بسحر كلمته، لأنّه المنبر، مِن أعلاه يعلّم المصلوب، ويرشد…

مع الصّليب تعلّم احتمال الوجع، وفرحت نفسه بالانتصار على التّجارب…

ناجى يسوع المسيح المتألّم قائلًا:” ليتني يا يسوع، أضع قلبي كوعاءٍ يقبل قطرات الدّم المتساقط منك على الأرض.”

بين مريض، وعجوز… بين يتيم، ومشرّدٍ… بين راهبة، وكاهن، حكاية صليب تألّم في حمله أبونا يعقوب، ولكنّه افترش لنفسه دروب وردٍ فاحت طيوبها في حياته، وجعلته يتهلّل، ويفرح لأنّه منح آلامه أجمل معاني التّضحية، والقداسة، فباتت ذاك السّلّم الّذي جعله يرتقي  نحو فرح السّماء… نحو الحياة الأبديّة…

مسيرة فرحٍ إيمانيّة عاشها الكبّوشيّ، لأنّه احتمى بخشبة الخلاص، أحبّ الصّليب، الّذي حماه من الأعداء، وأفاض في نفسه نعم السّماء، ففرحت به روحه، ومن خلاله عاش كمال الفضيلة…

 اعتبر أنّ أكبر الجرائم في عصرنا هي البعد عن القربانة المقدّسة، والبعد عن المسيح الكلمة، والحقّ، والطّريق، والحياة…لأجل ذلك تسلّح بالإيمان، وقرّر أن يرفع الصّليب…

لأجل الأمّهات اللّواتي طعنت قلوبهنّ حرقة الموت، ومزّقت الحرب أفئدتهنّ بخسارة أبنائهنّ…

لأجل كلّ من دفن في مقابر جماعيّة دون أن يُصلّى على جثمانه،  في أثناء الحرب العالميّة الأولى، ألقى أبونا يعقوب صرخته، ووعد الرّبّ أن يرفع الصّليب على قمّة عالية من قمم جبال لبنان… وكان صليب “تلّة الجنّ” الّتي تحوّلت إلى تلّة الصّليب… وكان دير الصّليب…

“أبونا يعقوب”…على خطاك نسير … لأنّ العناية الإلهية ترافقنا دومًا، كما رافقتك، وجعلتك تستمرّ… بتعاليمك نستمرّ… سنتخطّى المحن متسلّحين بالإيمان شعلة انتصار… سنواجه الألم… سنجعله باقات حبّ، نحملها، لنضعها بخور رجاء أمام صليب يسوع…

نجثو اليوم، أمامك أيّها المصلوب…

ساعدنا، وزدنا قوّةً، لنحمل الصّليب على مثالك، محوّلين طرقات يوميّاتنا الوعرة، إلى درب خلاصٍ، وقيامة…

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير