“سُمِّيَ يسوع، كما سَمَّاهُ الـمَلاكُ قَبلَ أَن يُحبَلَ بِه” (لوقا ٢ : ٢١)
قال أشعيا النّبي: “لِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنّ الصَّبِيَّةَ (العذراء) تَحمِلُ فتَلِدُ ابناً وتَدْعو اسم عِمَّانوئيل أَيِ “اللهُ معنا” (أشعيا ٧ : ١٤ ومتى ١ : ٢٣).
إنّ اسم يسوع الذي أعطاه النبي هو: “الله معنا” و”المُخلّص”، ويعني أيضاً الطبيعتين: الإلهيّة والإنسانيّة اللتين تنتميان إلى هذا المخلّص المولود من امرأة (غلاطية ٣ : ٤).
إنّ الله الابن الّذي وُلد من الآب قبل كل الدهور، هو نفسه “عمانوئيل”. “فلمَّا تمَّ الَّزمان، أرسلَ الله إبنه مولوداً لإمرأةٍ ، مولوداً في حُكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حُكمِ الشريعة فنحظى بالتبني (غلاطية ٤ : ٤)، وهذا دليل على أنّ الله معنا. لقد أصبح بَشَراً منذ أن تكوّن في أحشاء أمّه العذراء مريم، لأنّه تكرّم وقبِل طبيعتنا البشرية الضعيفة، في وحدة شخصه الإلهيّ، عندما “صار الكَلِمَةُ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا” (يوحنا ١ : ١٤). أي أنّه أصبح إنساناً مثلنا، بدون أن يخسر طبيعته الإلهيّة.
“فولَدَت مريم ابنَها البِكَر (لوقا ٢ : ٧)، وسُمِّيَ يسوع” (لوقا ٢ : ٢١):
اسم يسوع هو اسم الطفل الذي وُلِدَ من العذراء، ويعني بحسب تفسير الملاك: “الَّذي يُخَلِّص شَعبَه مِن خَطاياهم” (متى ١ : ٢١) . بالتأكيد هو الذي سيخلّصنا من دمار النفس والجسد الّذي هو من عواقب الخطايا ورذائلها.
أمّا بالنسبة إلى لقب يسوع ب “المسيح”، أي “الممسوح والموقوف على الخدمة”، فإنّه عنوان الكرامة الكهنوتيّة والملوكيّة.
لأنّ الكهنة والملوك كانوا يدعون بحسب الشريعة القديمة مُسحاء بسبب مسحة الزيت المقدّس. إنّ هذه المسحة بالزيت المقدّس تُنبئ بأنّ من أتى إلى العالم هو ملك وكاهن حقيقيّ، “مَسَحَهُ اللهُ بِزَيتِ الاِبتِهاجِ دونَ أَصْحابِه (مزمور ٤٥ ( ٤٤ ) : ٨). وبسبب مسحة الزيت المُقدّس. إنّ المسيح بشخصه وكلّ الذي يشتركون في هذه المسحة المقدسة، أي في هذه النعمة الروحيّة، يدعون: “مسيحيين”.
وبما أنّ المسيح هو المخلّص: فهو الذي يخلّصنا من خطايانا.
و كاهن: فهو الذي يصالحنا مع الله الآب.
و ملك: فقد تكرّم وأعطانا مملكة أبيه الأبديّة.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك