تأمّل الأحد ٣١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
من وحي الميلاد : “فولدت إبنَها البِكر” ( لوقا ٢ : ٧ )
مريم العذراء والدة الله الفائق طهرها ولدت سيّدنا يسوع المسيح الكلمة المتجسّد وامتازت بفضائل سامية ومقام رفيع جعلها فوق الخلائق السماوية والأرضية، لأنها صارت أمّاً لله وبالوقت نفسه أمّاً لنا نحن أعضاء يسوع في جسده السرِّي الذي هو الكنيسة.
ما أجمل ما قاله فيها القدّيس أغناطيوس الشهيد بطريرك أنطاكية: “أيُّ مسيحي حقيقي لا يشتهي أن يخاطب مَن هي ابنة الآب وأمَّ الابن وعروس الروح القدس؟ ولدت وهي عذراء، وأرضعت وهي بكرٌ، ودُعيت أمّاً وهي بتول. كما أنَّ ابنها هو سلطان السماوات والأرض، كذلك هي، بما أنها أمُّهُ، سلطانة السماوات والأرض. ولهذا هي حافظة المسيحيّين، سند الإيمان، برج الرجاء، مينا المحبة، مرشدة إلى الكمال، أسطوانة السيرة المسيحية، طهارة الكهنوت، عفَّة الرهبانيات، حكمة العلماء، افراز الرؤساء، أمان الملوك، قاهرة الأعداء المنظورين والغير منظورين، شفيعة الخطأة، تعزية الفقراء والأرامل والأيتام، فخر العذارى وصيانتهم، فرح المتضايقين والحزانى، الكنز الذي يغتني منه كلُّ محتاج”.
فلنتقدّم إليها سائلين معونتها. ولنكن متعبّدين لها عبادة صحيحة لتكون لنا شفيعة عند ساعة موتنا.
وأنت يا طفل المغارة، الإلهُ المتجسّد، الكلمة المولودُ من الآب ولادةً لا بدء لها، لقد شاءت رحمتُكَ أن تسكنَ في حشا البتول، إقبلْ صلواتِنا التي نُقَدِّمُها إليكَ، ولا تُشِح بوجهِكَ عن ابتهالاتِ قلبِنا. نسألُكَ بحقِّ ميلادِكَ الطاهر وبشفاعةِ والدتِكَ والقدّيس يوسف صفيِّكَ، أن تجعلَ منّا هياكلَ مقدّسةً تستقرُّ فيها ألوهيّتُكَ، وَاقْشَعْ عن نفوسِنا ظلامَ الخطيئة، واملأها بنورِ النعمةِ والقداسة.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك