ألم يحن الوقت لكي يرحل الماضي…
ألم يحن الوقت لكي”يمضي الماضي” ونتايع نحن حياتنا…
ألم يحن الوقت لكي يصعد أمواتنا إلى السماء لكي يتنعموا بوجه أبينا السماوي، بدل أن نظلّ طيلة الوقت متمسكين بهم بدموعنا، وبلومهم، ومعاتبتهم، والصريخ “أين أنتم”؟ ألم يحن الوقت لكي يصعدوا إلى السماء لأن أحبائنا الذين ماتوا لا يريدون أن نموت ورائهم، لا يريدون أن تتوقف حياتنا عند مماتهم. يريدون أن نخلّد ذكراهم ليس في دموعنا، بل بالصلاة لأجلهم. يريدون أن نعكس مدى حبنا لهم ليس بالنواح ولبس الأسود مدى الحياة بل بنجاحنا وتفوقنا أي جعلهم فخورين بنا… نعم، دعوا أموتاكم تصعد إلى السماء…
ألم يحن الوقت لكي نفتح باب قلوبنا ونُخرِج منها الأشخاص الذين جرحونا، لكي يمضوا في سبيلهم ونحن في سبيلنا. هم يتابعون حياتهم اليومية أما أنا فلا. أنا أبقى راسخًا في ذكراهم وكيفية الإنتقام و… دعهم يرحلون لكي ترى الأحباء الذين هم اليوم في عالمك، لكي تشعر بهم وبحبهم، لكي يلدوك ثانية بحبهم لك… أرجوك لا تقتل أحباء اليوم بعنادك ويأسك وحقدك لأولئك الذين قتلوك في الماضي… نعم، دعهم يرحلون لكي تفرح مع “الملائكة الحراسين” الجدد الذين أرسلهم الله لكي ينتشلوك…
ألم يحن الوقت لكي نقوم من حزن الفشل ونمضي بطريقنا… لأن أدوية الأعصاب والصريخ وشرب المخدرات والكحول والجلوس من دون فعل شيء، لن ينفع ولن يزيل ذلك الفشل. قم من فشلك، قم وإنهض وامض في طريقك نحو المستقبل، قيّم ذلك الماضي للتعلم منه ولتتعلّم كيف تحسّن اليوم لتبني مستقبل أفضل… تذكّر كل نجاح هو عربون عن عدم الإستسلام للفشل بل التعلّم منه… نعم دع “الفشل” يمضي…
أخي الإنسان، لا أقول لك أن لا تعيش الحزن والألم في حياتك… بل أقول لك كما قال يسوع لبطرس “لقد صليت لك – لا لكي لا تقع في تجربة- بل متى عدت ثبّت إخوتك”. نعم، عش حزنك وألمك، عبّر عنهم، ولكن لا تدعهم يعيشون لأشهر وسنوات…مرحلة صغيرة وحوّلهم إلى ذكريات مجرّدة من الألم…
تذكر الله لا يعيش في الماضي، بل في يومك الحاضر فعش معه وانطلق معه نحو مستقبل رائع…
لقراءة القسم الأول من المقالة، إضغط هنا:
https://ar.zenit.org/2024/01/09/%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%91%d8%ad%d8%b8%d8%a9/