مع أنّه معلوم في الكنيسة أنّ تلاوة الورديّة هي ممارسة تحمل العديد من البركات، أصبح العِلم يعترف الآن بأنّها مصدر للصحّة الجسديّة، بما أنّها تُساعد على التنفّس بشكل صحيح، وتُضفي نتائج إيجابيّة على تدفّق الدم والجهاز العصبي.
في التفاصيل التي أوردها القسم الإنكليزي من زينيت، توصّل باحثو “جامعة بافيا” في إيطاليا إلى هذه النتيجة سنة 2001 ضمن دراسة نشرتها الجريدة البريطانية الطبية، والتي أجروا فيها الاختبار على 23 مشاركاً، واضعين عليهم مجسّات لقياس دقّات القلب، تدفّق الدم واستجابة النظام العصبي فيما كانوا يتلون المسبحة الورديّة بالإيطاليّة (في جوقَين: البعض تلا القسم الأوّل من الصلاة، والآخرون الردّ).
وقد سجّلت المجسّات تباطؤاً في تنفّس المشارِكين، ممّا تسبّب بازدياد في تدفّق الدم ودقّات القلب. وهذا ما ساعد القلب والنظام العصبي على العمل بفعاليّة كبيرة. وعلاوة على كونها مُفاجِئة، كانت النتائج واضحة لدى بدء المشاركين في التكلّم والتنفّس بشكل طبيعيّ.
وبعد عقد، أي سنة 2013، أجرى طبيبان من نيويورك هما باتريسيا جيربارغ وريتشارد براون دراستَين شكّلتا كتاباً حصد أرقام أكبر المبيعات، للصحافي جايمس نستور، تحت عنوان “النَفس: العِلم الجديد لفنّ مفقود” Breath: The new Science of a lost art. وتوصّلا إلى نتيجة مفادها أنّ التنفّس الفعّال يكون عندما يحصل الشّهيق والزّفير لـ5.5 ثوان، مع أخذ نفس لخمس أو ستّ مرّات في الدقيقة.
هاتان الدراستان ساعدتا مَن بقوا أحياء بعد اعتداء 11 أيلول، مع معاناتهم مِن سُعال مُزمن جرّاء البقاء تحت الرّكام، وقد تحسّنوا تدريجيّاً بهذه الطريقة. كما وتمّ اكتشاف أنّ ممارسة التنفّس لعشر دقائق في اليوم بهذه الطريقة لديه آثار مُفاجئة.
دائماً في السياق عينه، توصّل نستور (ضمن تحاليل الأبحاث الرئويّة) إلى أنّ “التنفّس المناسب” هو أساس الصحّة والسعادة وطول العمر. كما واكتشف أنّ هذه التقنيّة موجودة في الممارسات الروحيّة من حول العالم، خاصّة في تلاوة الورديّة.
ومع أنّ طريقة هذا التنفّس تُعلَّم بطرق مختلفة عبر تطبيقات أو وضعيّات، فإنّ الورديّة، علاوة عن كونها ممارسة روحيّة ممتازة، لديها منافع لصحّتنا بدون أن ندرك الأمر أو أن نُضطرّ للتفكير فيه.