كان يوجد ما يقارب140 إعلاميًا كاثوليكيًا فرنسيًا في روما من 9 كانون الثاني حتى 12 منه، للاحتفال بالإصدار الرابع من لقاء الإعلاميين في الكنيسة الذي تخلّله الصلاة والمشاركة والتنشئة ومن تنظيم مجلس أساقفة فرنسا.
يأتي المشاركون من كلّ أنحاء فرنسا للعمل على التواصل في الأبرشيات والتجمّعات والحركات والمجتمعات الجديدة أو الجمعيات في خدمة الكنيسة الكاثوليكية. أتاحت لهم هذه الأيام القليلة التي أمضوها في روما إجراء العديد من التبادلات وتعزيز الوحدة بين الجميع. وتمكّنوا من مقابلة ممثلي وسائل الإعلام الفاتيكانية ومن منظّمي اليوبيل لعام 2025.
تمّ التشديد على أهميّة هذا الوقت باعتباره مناسبة للقاء والتنشئة على اليوبيل للإصغاء إلى نبض الكنيسة الجامعة”.
هذا واستقبل البابا فرنسيس المرسَلين صباح يوم الجمعة 12 كانون الثاني وذكّرهم في خطابه بأنّ التواصل ليس مسألة دنيوية أو تسويق باستخدام “عبارات جاهزة”، إنما علينا أيضًا أن نعرف كيف نلتزم الصمت في بعض الأحيان. واستشهد لهم بالعبارة الشهيرة للقديس فرنسيس دي سال، شفيع الصحفيين والإعلاميين الكاثوليك، الذي ستحتفل الكنيسة بعيده في 24 كانون الثاني/يناير: “الضجيج لا يقوم سوى بالقليل من الخير، والخير لا يقوم سوى بالقليل من الضجيج”.
وقال البابا خلال المقابلة إنّ التواصل يعني “بناء شبكة لمشاركة الخير وكلّ ما هو جميل وحقيقي، مبنية على علاقات صادقة”. أعطاهم ثلاث كلمات أساسية لمساعدتهم في عملهم: الشهادة، والشجاعة، وانفتاح الرؤية.
الشهادة: “عندما يتم التواصل من خلال الكلمات والصور، فهذه وسيلة لمشاركة هذه الشهادة. وهذا ما يدفعنا لكي نتحلّى بمصداقية في علاقتنا مع وسائل الإعلام العلمانية، وهو أيضًا ما يجعل شبكة اتصالاتنا أكثر جاذبية وتنمو يومًا بعد يوم، من شخص إلى آخر”.
الشجاعة: “شجاعة تختلف عن أولئك الذين يعتقدون أنهم في المركز. الشجاعة التي تأتي من التواضع والجدية المهنية، والتي تجعل من اتصالاتك شبكة متماسكة، وفي الوقت نفسه منفتحة. أعلم أنّ الأمر ليس سهلاً. ولكن هذه هي مهمتك، مهمّة الجميع!”
انفتاح الرؤية: “النظر بعيدًا. النظر إلى العالم أجمع بجماله وتعقيده. في خضم همهمة عصرنا، اكتشاف ما يوحّدنا هو أكبر بكثير مما يفرّقنا بدلاً من عدم القدرة على رؤية الجوهر؛ ويجب أن يتم إيصال ذلك بالإبداع الذي يولد من الحب. لنتذكّر دائمًا هذا الأمر، فهو غير معروف إلا أنه المحبة التي تشرح كل شيء. كل شيء يصبح أكثر وضوحاً – حتى تواصلنا – انطلاقًا من قلب يرى بحبّ”.