” مع مريـم نُصلّي ونتأمل “
عندما تقف أمام أيقونةِ العذراء مريم وانت تُصَلِّي بثقةٍ وخشوعٍ ، يَجِب أنْ تُردِّد : ” السلامُ عليكِ يا مريم، بَلِّغي مِن قِبلي سلامي ليسوع ” . (القديس الاب بيو)
اليوم الأول :
في الشهر المريمي المبارك نُقدّم لمريم العذراء والدتنا السماويّة باقة حُبّ وإكرام .
مع بداية شهر مايو / آيار، الشهر المريمي، الذي فيه يُكرّم العالم بأجمعه الأمّ السماوية، ويتبارى أولادها في تقديم أسمى آيات الحب والإكرام، نحن أيضاً في هذه السنة ” سنة الصلاة ” ونحن نستعد لليوبيل الكبير ٢٠٢٥ سنة لميلاد سيدنا ومخلّصنا يسوع المسيح ، نرغب في إعلان محبّتنا البنوية لها في كل يوم من أيام هذا الشهر المبارك. ونقدّم لها باقة حُبٍ من صلوات وتأملات في الإنجيل المُقدّس ، والمسبحة الورديّة .
مريم أم الله
ندعو مريـم ” أُمّ الله ، أو ” ثيؤتوكوس ” لعظمة ومكانة مريم كأم ليسوع المسيح إبن الله “مولوداً من إمراءة” (غلاطية ٤ : ٤) الذى أتى ليحررنـا من خطايـانـا ويجعلنـا أبناء للـه.
ولقب ” والدة الإله ” ، ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضاً فعل محبة الله في أعلى صورها. الحقيقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه، وعندما نقول عن أم انها ولدت إنساناً لا نقول انها أم الجسد فقط ، بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذي خلقه الله، هكذا تُدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس.
إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذي ظهر في الجسد كقول الرسول بولس : ” عظيم سر التقوى الذي تجّلى في الجسد ” (طيموتاوس الاولى ٣ : ١٦) فوَجبَ أن تدعى العذراء بأم الله فهي أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هي : ” أم الله ” ، وبالعكس إذا لـم تكن القديسة مريم أم الله لا يكون الإبن الـمولود منها إلهاً. إن حبل مريم بيسوع المسيح لـم ينتج عنه تكوين شخص جديد لـم يكن له وجود سابق كـما هي الحال في سائر البشر بل تكوين طبيعة بشرية إتخذها الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الـموجود منذ الأزل في جوهر واحد مع الآب والروح القدس.
فيسوع المسيح ليس إلا شخص واحد، شخص الإله الـمتجسد الذي اتخذ طبيعتنا البشرية من جسد مريم وصار بذلك إبن مريم.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك