” مع مريـم نُصلّي ونتأمل “
” لا تخافوا ان تحبوا السيدة العذراء اكثر من اللزوم، فمهما احببتموها لن تحبوها اكثر مما فعل يسوع ” (القديس مكسميليان كولبي)
اليوم الثاني
نتأمل في السلام الملائكي ( لوقا : ٢٦ – ٣٨ )
يتألف السلام الملائكي من ثلاثة أقسام :
أولها ما قاله الملاك مُسلِّماً على سيدتنا مريم العذراء ومُثنياً عليها.
ثانيهما ما فاهت به القديسة اليصابات مهنئة العذراء على ما وهبت أُم ربها من النعم والمواهب والمحاسن.
وثالثها ما زادته الكنيسة أظهاراً لضعفنا واستنجاداً لمعونة الملكة القديرة. فاعترافنا بذلنا وحقارتنا مما يزيد حنان وعطف مريم القدّيسة علينا.
” السلام عليكِ يا مريـم ” :
وقد حوت هذه الصلاة معاني سامية عذّت النفوس المستقيمة في كل آن ومكان.
وهذه خلاصتها: ” السلام عليك يا مريم الممتلئة نعمة ” ( لوقا ١ : ٢٨ )
فسلام الملاك هو سلام الثالوث الأقدس لإتمام أكبر عمل ظهر ويُظهر في العالم ومن أجل العالم ، الا وهو سر التجسد.
وندعو العذراء باسمها تبريكاً وتعظيماً.
ونثني على شخصها الذي تباركه جميع الأفواه والأجيال لإمتلائه من النعمة المبررة والنعم الفعلية والنعم الطبيعية والفائقة الطبيعة ومواهب الروح القدس.
” الرب معك “
ليس الرب مع مريم بجوهره وحضوره وعنايته فقط ، كما في سائر المخلوقات وليس هو مع مريم كما في الأبرار المطهرين ، لكنه معها بنعمةٍ خاصة بها باتحاد وثيق وحماية خصوصية وبتدبير قواها وجميع أحوال حياتها مدى الأبد.
” مباركة أنتِ في النساء ” : فالملائكة والبشر والمخلوقات كافة يباركون مريم العذراء ويعظمون قدرها لإنها بريئة من كل عيب يلحق بأولاد آدم نفساً وجسداً.
” ومبارك ثمرة بطنك ” : كلام تلفظت به اليصابات لما زارتها مريم في بيتها فيسوع المسيح مالك لجميع البركات لأنه إله ورب كل كمال ، وهو مبدأ جميع البركات التي يعطيها للبشر في حالة النعمة وحالة المجد.
” يا قديسة مريم ، يا والدة الله صلي ، لأجلنا نحن الخطأة ، الأن وفي ساعة موتنا ” :
خاتمة وضعتها الكنيسة المقدسة فنفوه باسم مريم إظهاراً لتعلقنا بهذا الاسم وشغفنا به.
وأحسن لفب تلتذ به أمنا هو لقب : ” قديسة ” .
وندعوها ايضاً باسم ” والدة الله ” دلالة على اننا نرجو منها كل شيء لقدرتها التي لا تُقهر ، وليست حمايتها لازمة لنا في الحياة فقط بل هي اكبر عون لنا في ساعة النزع والموت ايضاً ، آمين.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك