أيّتُها الأُم القدّيسة والكاملةُ الطهارة مريـم العذراء ، إنّه منتهى الحبّ ، لما قدَّم إبنكِ يسوع ذاتِهِ طعاماً لنا في العشاء السرّي ، وأَسّسَ سر القربان المُقدّس ، سر الافخارستيا . هذا الذي أحبّنا به الله : ” ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه ” ، هذا هو الحُبّ عندما قدّم يسوع لنا جسده ودمه غذاء أبدياً تحت شكلي الخبز والخمر ، عندما قال : ” خذوا فكلوا ، هذا هو جسدي ” … ” اشربوا منها كُلُكم ، فهذا هو دمي ، دم العهد الجديد ، يُراق من أجل جماعة الناس لغُفران الخطايا ” ( متى ٢٦ : ٢٧ – ٢٨ ) ، فأعطى ذاته ، وضحى بنفسِهِ حتّى النهاية شهادة حبّه المتواصل للبشريّة ” .
نطلب منك أيّتها العذراء مريـم القدّيسة، أن تذكّرينا كلّما شاركنا في الذبيحة الإلهية ، ذبيحة القداس غير الدموية ، كلما تقدّمنا من سرّ القربان، أن نتناول يسوع المحبّة والتضحية الكاملة، فنكون مستعدّين لإستقبال هذا الجود الإلهيّ، بتوبة صادقةٍ، وقلب نقيّ، ومظهر لائق، ليكون لنا هذا القربان غذاء يحيي نفوسنا ويطهّر أجسادنا للحياة الأبديّة. آمين.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك