” ردّي المسافرين إلى بلادهم سالمين”
أبونا يعقوب
طلبة شعبيّة كتبها أبونا يعقوب…
صلاة خرجت من أعماقه… من أعماق ترجو أمّ الله أن تحميَ من غادر قلبًا يحبّه في سبيل البحث عن لقمة العيش… قلوب حزينة … قلوب تائقة إلى عيش ابتسامة رجاء….
تلك كانت الحرب… حزن، وفقر، ودمار، وهجرة…
طلبة كتبها أبونا يعقوب ليتلوها برفقة المؤمنين، ويرفع الترانيم في الكنائس، وأمام أيقونات العذراء مريم، لتكون صلاة دائمة، من أجل لبنان المتألّم، لبنان المغترب، لبنان ما وراء الجمال، ما وراء السّفوح، والتلال، والبحار…
صلّى من أجل المغتربين، الذين رحلوا سعيًا وراء العيش الكريم، والرّاحة، والحريّة… هؤلاء الذين تركوا قلوبًا حزينة، ودموع أمّهات تحكي آلام الغربة… أراد الكبّوشيّ وضع هؤلاء تحت حماية سيّدة البحر، كي تحميهم من جميع المخاطر، وتغمرهم بوشاحها الطّاهر، فتبدّد من أمامهم كلّ ما يعيق عودتهم إلى وطنهم بسلام…
انتهى بناء الكنيسة في دير الصّليب، وأراد أبونا يعقوب أن يسمّيها على اسم “سيدة البحر، في 3 أيّار 1923، وركّز فوق المذبح تمثال العذراء، مريم ، حاملةً الطّفل يسوع، وتحت قدميها مركب يسير في البحر، يقلّ ركّابًا. مريم، وابنها ينظران إلى ذلك المركب بعين ساهرة، ويقظة.
وها هو الماضي مع أبونا يعقوب يتحوّل إلى حاضر نعيشه … ها نحن اليوم نعيش الهجرة…
نعيش في عالمٍ من الإرهاق، نسير خلف ما نظنّه يوصلنا إلى الأمان، والرّاحة…
نغرق في لجّة الهمّ… بحر عالمنا مليء بالنّزاعات التّي تضرب وعينا، لتغرقنا في عالم الضّباب، لأجل ذلك نلوذ إلى تغيير ما… تغيير مكان، وأرض، ومجتمع، و….
لأجل ذلك مع” أبونا يعقوب” نصلّي معًا…
أمّنا مريم، سيّدة البحر، ونجمته، بحر هذا العالم المملوء شرورًا…
ساعدي شباب لبنان…. صلّي من أجل شباب لبنان…
“ردّي المسافرين إلى بلادهم سالمين”