Pixabay Public Domain CC0

بالقيامة فُتحت أبواب السماء

سلسلة تأملات في الشهر المريمي

Share this Entry
اليوم الرابع 
بحق آلامك المقدسة ، ارحمنا وارحم العالم أجمع
قد يظن البعض إن احتمال الآلام صعب ، ولكن يجب أن نعرف إن احتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود اكثر من احتمال الآلام والإهانات .
قال أحد الآباء القديسين : ” هناك الكثيرون يحتملون الإهانات ولكن القليلين يحتملون الكرامات “.  حينما صارت العذراء أماً لله لم تتكبر بل قالت للملاك جبرائيل :    ” أنا أمة الرب ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) ، واحتملت كرامة ومجد التجسد الإلهى منها… مجد حلول الروح القدس فيها. ( لوقا ١ : ٣٥ ) . مجد ميلاد الرب منها.. ومجد جميع الأجيال التي تطوبها ” ( لوقا ١ : ٤٨ ).
احتملت العذراء مريـم كل ظهورات الملائكة لها وسجود المجوس أمام إبنها واتضعت ايضاً امام معجزاته الكثيرة وعذاباته وموتهِ وقيامته وصعوده الإلهيّ ، كل هذا من أجل فداء العالم وخلاصهِ.
اليوم الخامس
أيّتها البتول الطوباويّة مريم الكُليّة الطهارة ، نتأمل اليوم بجزيل المجد الذي تمجّدته، لمّا قام إبنكِ يسوع من بين الأموات منتصراً على الموت والظلم والشر .
” لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات ؟ إنه ليس هَهُنا ، بل قام ، أُذكرن كيف كلَّمَكُنَّ إذ كان في الجليل ، فقال : يجبُ على إبن الإنسان أن يُسلم إلى أيدي الخاطئينَ  ، ويُصلبَ ويقوم في اليوم الثالث ” . فذكرت كلامه . ورجعن من القبر ، فأخبرنَ الأحد عشر والآخرين جَميعاً بهذهِ الامور كُلَّها ( لوقا ٢٤ : ٥ – ٩ ) .
إنّنا نفرح معكِ أيّتها العذراء المجيدة، بقيامة ابنكِ يسوع منتصراً على الموت، قاهراً سلطانه. فأثبت أنّه وحده ربّ الحياة والموت، ولا أحد سواه. بالقيامة ابتدأ عهد جديد، عهد المحبّة والمصالحة والغفران. بالقيامة فُتحت أبواب السماء وأشرقت أنوار الربّ على المعمورة. إنّه الفرح الحقيقيّ بعد الحزن والألم. اجعلنا ربّي، بشفاعة والدتك القدّيسة، أن نعيش فرح القيامة مع إخوتنا طوال حياتنا .
فلنفرح ولنتهلل في هذا الشَّهر المريمي المبارك ، مع والدة الإِله مريـم العذراء الكليّة القداسة، وآباءنا القدّيسين بقيامة ربِّنا وإلهنا ومُخَلِّصنا يسوع المسيح من بين الأَموات.
المسيح قام من بين الأموات ووطِئَ الموتَ بالموت ووهبَ الحياةَ للذينَ في القبور .
المسيح قام … حَقَاً قام
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير