مباركةٌ أنتِ في النِّسَاء ! وَمُباركَةٌ ثَمرةُ بَطنِكِ ” ( لوقا ١ : ٤٢ )
عندما دخلت مريم بيت زكريا، وألقت التحية على نسيبتها اليصابات، أجابت هذه المرأة الفاضلة في غمرة سعادتها الروحية، قائلة:
” مباركةٌ انتِ في النِّساء ! ومباركةٌ ثَمرةُ بطنِكِِ، من أين لي هذا أن تأتي أُمّ ربي إليّ ” (لوقا ١ : ٤٣).
كان لقاءهما في الحقيقة لقاء الأمومة العجيبة في كلتيهما: أمومة من الروح القدس في مريم، وأمومة الإيمان والثقة بالله في اليصابات العجوز.
ولم يسمع قبل هاتين الوالدتين ولا بعدهما على مدى تأريخ البشرية بامومة شبيهة بما حدث لهما.
إنَّ مريم العذراء هي المثال الأعلى لكل ام مسيحية :
لأن ثمرة أحشاء كل أُمّ هي هبة من السماء، يجب الإعتناء بها منذ تكوينها إلى ظهورها للنور، و الإهتمام بنموها على مرّ الأيام والسنين.
فالأمومة مسؤولية عظيمة أمام الله والكنيسة والمجتمع .
وعلى الوالدين، و الأُمّ بنوع خاص واجب تحمّل هذه المسؤولية و الرسالة بحبٍ وعطاءٍ وإيمان.
ولتنظر كل أُمّ في أفراحِها وفي صعوباتها إلى الأُمّ المثالية السامية والكاملةُ القداسة مريم العذراء , فتستمد منها القداسة والأنوار والنعمة والقوة .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك