تستقبل مصر رفات القديس فرنسيس في هذا الشهر الجاري يوم 23 مع القداس الافتتاحي في كنيسة سان جوزيف بمشاركة المجتمع الكنسي،قداس بكل اللغات، ويترأس القداس رئيس الأساقفة / نيقولاس هنري السفير البابوي بمصر وبمشاركة الأب / مراد مجلع رئيس الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر. وتحتل مصر مكانة عظيمة في قلب القديس فرنسيس لأنها مفتاح الشرق الأوسط، وأفريقيا، والحضارة المصرية من أهم الحضارات في العالم القديم، كما أنها من أقدم الحضارات التي دونت تاريخها.
فهو يأتي إلينا القديس فرنسيس بزيارة حامل تعاليم المسيح بل هو مسيح آخر. بين تاريخ 1219 وتاريخ 2024 فترة عظيمة تحمل في داخلها أعمال الله العجيبة ومسيرة الرهبنة في مصر من خلال خدمة المجتمع والكنيسة. فالقديس فرنسيس هو رجل السلام وعالمنا اليوم يحتاج إلى السلام الحقيقي الذي مصدره الله فنطلب من الله أن يمنحنا السلام الحقيقي وينزع الخصام والأفكار التي تقودنا إلى الحروب من قلوبنا.
بين زيارة القديس فرنسيس عام 1219 في دمياط ورفات القديس فرنسيس عام 2024
1- كان في استقباله الجنود والسلطان الملك الكامل، في زمن الحروب حيث زرع فيها السلام وثبت الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت، عندما مكث فترة في دمياط ليعلن رسالة يسوع المسيح. واليوم تستقبله الرهبنة الفرنسيسكانية بمصربكل فرح وسعادة.
2-جاء حافية القدمينوحامليا السلام. ويأتي إلينا حاملا سمات السيد المسيح، بل هو مسيح آخر يأتي مرة إلينا في هذا الزمن.
3- جاء إلينا بقلب متواضع، بسيط ومحب وبروح الوداعة، ويأتي إلينا ليذكرنا أن “الفضائل تبعد الرذائل. حيث الحكمة والحب فلا مكان للجهالة والخوف. حيث القناعة والرضى فلا مكان هناك للبخل والطمع” من النصيحة رقم 27.
- جاء إلى مصر رغبة من الله تعالى على مثال يسوع المسيح، هاربًا من وجه هيرودس ولكن القديس فرنسيس جاء ليحمل الحب والسلام والغفران. و يأتي إلينا اليوم رغبة من أولاده الذين يحملون تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وتاريخ الشهداء في أرض مصر من أجل الرسالة، وانضموا في صفوف القديسين.
- جاء إلى مصر على مثال يوسف الصديق وموسى والأنبياء، والقديس مرقص الرسولي وهو تلميذ القديس بطرس. و يأتي إلينا في زمن القيامة، أي زمن الفرح والظهورات، السيد المسيح ونستقبله مع المسيح القائم من بين الأموات في وسطنا.
- جاء إلى مصر ليشجع أخوته ويثبت ايمانهم ويقودهم إلى الأمام. واليوم يأتي إلينا لكي يتفقدنا ويعطينا قوة لنطلق من جديد للرسالة على مثاله معلمه يسوع المسيح. فالكنيسة تحتاج إلى فرنسيس آخر لكي يرمم نفوس البشر.
- جإ إلى مصر ليجمع شمل البشرية في السلام والمحبة وهو أول من عمل حوار بين الشرق والغرب بروح الرب وقاده إلى وصنع السلام، وغير مسيرة تاريخ العداء وسفك الدماء إلى رؤية جديدة للعلاقة بين الشعوب وبين الأديان. واليوم يأتي إلينا لكي يجمع الشعب المصري وجعلنا كلنا أخوة وشركاء مع المخلوقات والطبيعة. وليذكرنا بأن الله يعطينا قوة لصنع السلام في وسط الحروب طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. (مت5: 9).
- جاء إلى مصر كما يقول المتنيح مثلث الرحمات الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك. حمل فرنسيس إلى السلطان شهادة إيمان وحب وسلام، فكان جواب السلطان إعجابًا بالشجاعة، وانبهارًا بالبساطة وترحبيًا بالسلام. واليوم يأتي إلينا ليذكرنا بأن المسيح يجددنًاعلى صورته الخاصة بواسطة الروح القدس، فالروح القدس يغيّرشكلنا إلى شكل المسيح، ويطبع فينا صورته الخاصة.
- جاء إلى مصر بعد ترميم كنيسة سيدة الملائكة، ويحمل في قلبه يسوع المسيح كما حملت مريم العذراء ابن الله وبشرت به واليوم يأتي إلينا في هذا الشهر المريمي لكي يذكرنا بكلماته عندما قال على مريم العذراء “لم يولد في العالم مثلك يا بنت العلي، اختارها الأب السماوي”. فهي مسكن الله حيث ملء النعمة وكل صلاح، وهي ابنة الأب وأمته وأم الابن وعروس الروح القدس، التي تصلي من أجلنا، لدى ابنها الحبيب.
- – جاء ليعلن كلمة الله وهي إعلان محبة الله للبشرية يأتي إلينا ليذكرنا برسالته الرابعة إلى المجمع الرهباني العام وإلى جميع الإخوة: في ذبيحة القداس الإلهية، على الكهنة أن يكونوا أطهارا أنقياء وبعد جمع عميق لحواسهم وأفكارهم، فليقدموا بطهارة هذه الذبيحة الحقيقية ذبيحة الجسد والدم القديسين.
- إن روح لقاء القديس فرنسيس مع السلطان الملك الكامل ونتائجه من حوار. واليوم يأتي إلينا في هذا الزمن لكي تبقي شخصيته نورًا يضيء التاريخ المسيحي، وتعاليمه، ويقودنا نحو الملكوت، حيث نشارك الملائكة والقديسين.