Robert Cheaib - theologhia.com

الايمان ليس كلمات نُرَدِدُها وصلوات نتلوها، بل هو بالاحرى لقاء شخصي بالله الحي

سلسلة تأملات في الشهر المريمي – اليوم الثاني عشر

Share this Entry
” طوبى لِمَن آمَنَت : فسَيَتِمُّ ما بَلَغها من عِندِ الرَّبّ ” ( لوقا ١ : ٤٥ )
إن إيمان مريم هو الذي أعدّها وجعلها مستحقة لتكون ” أُما ” لابن الله المتأنس .
وبهذا نفهم الكلام الذي قالته اليصابات : ” طوبى لِمَن آمنت : فسَيَتِمُّ ما بَلَغَها من عِندِ الرّبّ ” ( لوقا ١ : ٤٥ ) .
فإن كان إيمان مريم قد أعدّها ورفعها إلى المنزلة السامية التي اختارها الله لها ، أفلا يكون إيماننا أيضاً الطريق الذي يقودنا الى الحياة السامية، اي الى الله ؟
ألم يقول الرّبّ يسوع  لتوما : ( طوبى للذينَ يؤمنون ولم يَرَوا ) ( يوحنا ٢٠ : ٢٩ ) ، أو ليست هذه الطوبى موجهة الينا ؟  ألم يختم يوحنا انجيله قائلاً : ” لتؤمنوا بان يسوع هو المسيح ابن الله ،  ولكي تكون لكم باسمه ،  اذا آمنتم الحياة الابدية ” ؟
علينا ان نؤمن إيماناً حياً فعالاً بكل ما علمّه المسيح ، متطلعين إلى المستقبل بفرحٍ وأملٍ ورجاء .
والايمان ليس كلمات نُرَدِدُها وصلوات نتلوها ، بل هو بالاحرى لقاء شخصي بالله الحي ، هو التشبع بكل كلمة تخرج من فم الله والعمل بها ، هو الإسراع إلى مساعدة القريب ، هو نشر المحبة والسلام في كل مكان ، لان الايمان بدون محبة فراغ مخيف .
الايمان ايضا هو نشر الفرح الروحي الذي يُلهمنا إياه الروح القدس الحال فينا . لقد قال القديس بولس  : ”  أُمّاً  ثمَرُ  الروح فهو المحبةُ والفرحُ والسلامُ والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأخلاق والإيمانُ والوادعةُ والعفاف .  ( غلاطية ٥ : ٢٢ ) .
فلنحاول في هذه الايام المباركة من الشهر المريمي ،  ان نتعلّم من مريم الإيمان وننعشه في قلوبنا ونحياه مع اخوتنا .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير