Prière Du Rosaire Pour La Fin De La Pandémie, 1er Mai 2021 © Vatican Media

سيدة الوردية المقدسة

٨ مايو / ايار عيد سيدة الورديّة في مدينة في بومباي الإيطالية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
بومباي هي مدينة رومانية مهدمة تقع قرب مدينة نابولي في إقليم كامبانيا الإيطالي، في الأراضي التابعة إدارياً لبومباي. لقد دمّرت هذه المدينة جراء ثوران بركان جبل فيزوف عام ٧٩ ميلادي . كما أنّ المدينة التي نشأت على بعد ميل من هذه الأنقاض قد تعرضت هي الأخرى لمأساة كبيرة عندما تعرضت للخراب عام ١٦٥٩ نتيجة وباء الملا ريا الذي اجتاحها و قضى على معظم سكانها.
من هو بارتولو لونجو ؟
وُلد بارتولو لونغو عام ١٨٤١ في لازيانو في إيطاليا، و هو ابن لأب طبيب و أمّ  تقيين . و قد حرصت أمّه أن ينمو في قلب إبنها بارتولو منذ نعومة أظفاره حبّ كبير للعذراء مريم من خلال صلاة الوردية . في عام ١٨٧١ أصبح بارتولو راهباً دومينيكانياً من الجماعة الدومينيكانية الثالثة و اتخذ اسم الأخ الوردية.
وصل بارتولو عام ١٨٧٢ إلى منطقة مستنقعات بومباي يصحبه حارسان مسلحان لحمايته من قطاع الطرق الذين كانوا يسيطرون على المنطقة و قد شعر بالصدمة و الشفقة لما كانت عليه حال سكان المنطقة من جهل و فقر و قلة معرفة بالدين المسيحي ، بالإضافة إلى كونه كان يصارع شكوكه حول الإيمان المسيحي.
و في يوم  ٩  أكتوبر / تشرين الاول ، وفيما كان يتجول في مناطق الأبرشية ، سمع بوضوح صوتاً يقول له : ” يا بارتولو ، إذا كنت تلتمس الخلاص، انشر صلاة الورديةالمقدسة  . هذا هو وعد مريم نفسها ” . فتحرك قلبه الكريم، و وعد العذراء الأمّ القديسة بأن يفعل كلّ ما بوسعه ليعزز حبّ الوردية بين سكان المنطقة لهذه الغاية وهو الخلاص .
ولكي يجذب الناس لمحبة مريـم العذراء وصلاة ورديتها أقام مهرجانات سمّاها : ” مهرجانات الوردية ”  تضمٰنت ألعاب ومسابقات وحتى يانصيب لجمع الأموال لطبع الكتب وترميم الكنيسة .
بدأ بعد ذلك بترميم الكنيسة المهدمة في أكتوبر / تشرين الأول ١٨٧٣، و رعى مهرجاناً لتكريم سيدة الوردية المقدسة ، و في عام ١٨٧٥، اقتنى لونغو صورة ممزقة ومهترية لسيدة الوردية من دير في نابولي و جمع التبرعات مرّةً ثانية لإعادة ترميمها حتى يتم وضعها على الهيكل الرئيس في الكنيسة .
شفاء فورتونا أغريللي :
كانت الفتاة الصغيرة فورتونا أغريللي من مدينة نابولي تعاني من مرض مؤلم و غير قابل للشفاء، و قد فقد معظم الأطباء المشهورين الأمل في شفائها. في ١٦ فبراير / شباط ١٨٨٤ ، بدأت الفتاة المتألمة و أقرباؤها صلاة تساعية الوردية. و قد تكرّمت عليها سلطانة الوردية المقدسة بالظهور في ٣ مارس / آذار .
في الرؤية رأت الطفلة فورتونا العذراء مريم تجلس على عرش عالٍ ، تحيط بها أشكال مضيئة، وفِي حضنها يَجلس الطفل يسوع ، و في يدها المسبحة الوردية . و كانت الأمّ العذراء مريـم  والطفل يسوع يرتديان أثواباً مزينة بالذهب . و كان يرافقهما القديس دومينيك ( عبد الأحد ) و القديسة كاترين السيانيّة.
ملأت الدهشة فورتونا من جمال القديسة مريم و طلبت منها أن تشفيها منادية إياها باسم ” سلطانة الوردية “. فردّت عليها القديسة مريم  لكونها قد نادتها بلقب يسرّها جداً، وهو ” سُلطانة الورديّة ” ، فلن ترفض لها طلبها، ثمّ  طلبت منها بأن تصلّي ثلاث تساعيات من المسبحة الوردية لتنال كلّ ما طلبته ، وبعد صلاة التساعيات الثلاث شفيت الفتاة بالفعل من مرضها الخبيث .
وبعد ذلك بفترة وجيزة ظهرت لها العذراء مريم  ثانية و قالت لها : ” كلّ من يرغب في الحصول على نعم وعطايا مني عليه القيام بثلاث تساعيات طلب من المسبحة الوردية و ثلاث تساعيات شكر ” و هكذا بدأ تكريم العذراء مريم بتساعيات المسبحة الوردية
في عام ١٨٨٣ميلادية  بُنيت كنيسة و وضعت على هيكلها الرئيسي الأيقونة العجائبية المرممة و تمّ تكريسها عام ١٨٩١. و قد حصلت معجزات كثيرة نُسبت لشفاعة العذراء سيدة بومباي .   و تصوّر الأيقونة العذراء مريـم سيدة بومباي ، سيدة الوردية المقدسة كملكة السماء ، و تقدمّ هي و ابنها يسوع مسبحتي الوردية للقديس دومينيك و للقديسة كاترين السيانيّة. و هذه الأيقونة مرسومة بالأسلوب الشرقي لرسم الأيقونات المعروف في القرن السادس الميلادي .
قام قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني بزيارة بومباي في ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ( شهر الورديّة المقدسة  عام  ١٩٧٩ و كان التجمّع في ذلك اليوم تاريخي وبمثابة حجّ وطني إلى مزار سيدة بومباي ، و في ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول عام ١٩٨٠ زار قداسته المزار مرّةً ثانية وأعلن خلاله بارتولو لونغو طوباوياً و قد سمّي ” رجل السيدة العذراء ” و ” رسول الوردية “.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير