Vierge Marie © CEF

مريم تدعونا إلى التوبة

سلسلة تأملات في الشهر المريمي

Share this Entry
” حانَ الوقتُ واقتربَ ملكوتُ الله ، فَتوبوا وآمِنوا بالبِشارة ” ( مرقس ١ : ١٥ ) .
في كلِّ مرة نُصلّي  : ” السلام الملائكي : السلام عليكِ يا مريـم ” ( لوقا ١ : ٢٨ ) ،  نطلب من العذراء مريـم القديسة ، أن ” تصلي لأجلنا نحن الخطاة، الآن وفِي ساعة موتنا ” . كما طلبتها ندعوها : ” يا ملجأ الخطاة ” .
فنحنُ ، من أعماق أنفُسِنا نقرّ و نعترف بأننا فعلاً خطأة ، لأننا أبناء آدم، ومنذ معصية ابوينا الأولين آدم وحواء ، دخلت الخطيئة فينا ، وحدث في داخل النفس البشرية صراع هائل بين الخير والشر، بين النعمة والتمرد، بين الرغبة لعمل الخير والميول لإقتراف الشر، بين ماهو روحي في داخلنا يحاول التسامي بنا نحو الله، وبين ضعف الطبيعة البشرية الذي يجرنا الى الحضيض إلى الموت .
ولقد عبّر القديس  بولس عن ضعف الإنسان قائلاً : ” … ولكني بشَرٌ بيعَ ليَكونَ للخطيئة . حقاً لا ادري ماذا أفعل : فالذي أُريدهُ لا أفعَلُه ، وأمّا الذي أكرَهُه فإياه أفعل ” ( رومة ٧ : ١٤ – ١٥ ) .
عرف الرب يسوع حق المعرفة ضعف الطبيعة البشرية، فلم يرذل الخطاة بل خالطهم اثناء حياته على الارض، وقبلهم بصدر رحب كما نقرأ في الإنجيل المُقدّس : ” ليس الأصِحاءُ بِمُحتاجينَ إلى طبيب ، بل المَرضى . فهَلاَّ تتعلَّمون معنى هذهِ الآية : ” إنمّا أُريدُ الرَّحمة لا الذبيحة ” ، فإنِّي ما جئتُ لأدعو الأبرا ، بل الخاطئين ” ( متى ٩ : ١٢ – ١٣ ) .
كما وضع المسيح يسوع في كنيسته سِراً مقدساً من الأسرار السبعة وهو سر التوبة كواسطة للمؤمن الخاطئ ليرجع إلى ربه تائباً مُستغفراً ويُجدّد نشاطه الروحي وقصده الصالح ليعيش في رضى الله ومحبته .
فلنرفع أفكارنا إلى مريم العذراء ” ملجأ الخطأة ” في ساعاتِ ضعفنا لتمدَّنا بالإيمان والقوة لنتغلّب على التجارب، وإذا اخطأنا فلنلتجئ إليها لتهبنا نعمة التوبة فنعود إلى الله أبينا ونقول له مع الإبن الضال ” يا أبتِ إنِّ خَطئتُ إلى السماء وإليكَ . ولستُ أهلاً بعدَ ذَلِكَ لأن أُدعى لكَ إبناً ” ( لوقا ١٥ : ٢١ ) فنسمع صوته يدعونا للدخولِ إلى ملكوته لنحيا حياة لائقة بإسم أبناء مريم الذين خلَّصهم إبنها يسوع بدمه الثمين المُقدّس .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا                                                                                                                                                                                                  اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير