” مناجاة ام الله “
( للقديس كريكور الناريكي)
إنَّ مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته إلى الله ومطلعه ” تعظم نفسي الرب ” أشارت بكلمات كلها نبؤة إلى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت : ” فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال “( لوقا ١ : ٤٨)
إليها إلتجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر المسيحية وإلى يومنا هذا .
وبإسمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
وبمثالها السامي إقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة ، واكراماً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة وشيّدوا الأديرة والكنائس الكبرى على إسمها في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة إرتفع عليها الصليب إلاّ وقامت فيه كنيسة إكراماً وإجلالاً لها، أو مذبح مخصص لتكريمها .
وكم إستوحى الفنانون حياتها وجمالها، فألّفوا الكتب القيّمة، والقصائد العصماء، والتراتيل العذبة، والموسيقى الخلابة، واللوحات الرائعة، والتماثيل المتقنة.
وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر أبنائها، تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي.
ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائماً ونقول مع القديس كريكور ناريكاتسي الأرمنيّ ، ( القديس غريغوريوس الناريكي ) مُعلِّم الكنيسة :
” مناجاة أُمّ الله “
أُعضديني بأجنحة صلواتِك ،
أنتِ يا من ندعوها ” أُمّ الأحياء ” ،
حتّى عند مغادرتي وادي الشقاء ،
أستطيع السيرٓ بدون عناء إلى دار الحياة المعدّة لنا ،
وحتّى يكون ختام حياتي مُحرّٓراً من ثقل الآثام .
حوِّ لي ، إلى عُرسِ أفراحٍ يوم ضيقي ، يا شافية آلام حوّاء .
كوني لي محاميةً ، توسّٓلي وتضرّٓعي :
لأني أؤمن بطهارتِكِ العجيبة .
وأؤمن بقبولِ طلبكِ .
بدموعِكِ ساعديني ، لأني في خطر ، يا مباركة بين النساء .
إركعي على رُكبتيكِ لتنالي لي المصالحة ، أنت يا أُمّٓٓ الله .
إعتني بي ، أنا الشقيّ ، يا قُبّة العليّ .
مُدّي لي يدكِ عند سقوطي ، يا هيكلاً سماويّاً .
مجّدي ابنكِ بكِ :
ليتنازل ويصنع بي ، وهو الإله ،
أعجوبةٓ الصفح والرحمة ، يا أمةٓ الله ، ويا أُمّٓ الله .
فليتعظّم شرفُكِ على يدي ،
وليظهر خلاصي على يدِكِ . ( الصلاة الثمانون – المقطع الثاني – من ” كتاب الصلوات ” أو ” كتاب المراثي )
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك