“لا” هو جواب البابا الصريح والواضح والمباشر على سؤال نورا أودونل صحافية CBS ومقدّمة برنامج 60 minutes التلفزيوني، والتي سألته: “مع مشاركة العديد من الفتيان والفتيات في اليوم العالمي الأوّل للأطفال، ينتابني الفضول. هل ستتسنّى الفرصة لفتاة كاثوليكية أن تصبح شمّاسة وتشارك في الكنيسة كعضو من الكهنوت؟”
وقد أرادت الصحافية أن تعرف إن كان الأب الأقدس منفتحاً على شماسية النساء، فما كان منه إلّا أن أجاب: “لا، إن كانت سيامة مقدّسة. لكن لطالما استطاعت النساء أن يلعبنَ دور الشمّاس بدون أن يكنّ شمّاسات. النساء يخدمن بطريقة ممتازة بدون سيامة رسميّة مقدّسة… إنّهنّ أكثر شجاعة من الرجال، ويعرفن كيف يحمين الحياة. ومنح النساء مكانة في الكنيسة لا يعني منحهنّ سرّ الكهنوت. الكنيسة أمّ، والنساء في الكنيسة هنّ اللواتي يساعدن على تغذية هذه الأمومة. ودعونا لا ننسى أنّ النساء لم يتخلّين عن يسوع أبداً، فيما تلاميذه هربوا”.
نُشير هنا أنّ البابا فرنسيس، وبتاريخ 8 نيسان 2020، أسّس “لجنة لدراسة شماسيّة النساء”. وبعد 4 أعوام، خلال مقابلة مع Europa Press، قالت الباحثة في اللاهوت ليندا بوشر إنّ البابا يؤيّد شماسية النساء، ضمن إطار مشاركتها في لقاء مغلق معه ومع مجلس الكرادلة، بالإضافة إلى باحثتَين في اللاهوت.
أمّا جواب الحبر العظم الأخير لـCBS فهو منافٍ لِمَن قالوا إنّه يُؤيّد شماسيّة النساء. ولعلّ هذا الجواب متبصّر: لا لشماسية النساء مع سيامة رسميّة، ممّا يفتح الباب أمام شماسيّة بلا سيامة. قد يكون السبب خلف هذا تأمّلات اللجنة التي أسّسها البابا، والنصائح التي أسدتها النساء خلال الاجتماع المذكور مع الكرادلة.