سمحت الخمس سنوات الخاصة بإعادة بناء كاتدرائية نوتردام للمعهد الدولي للآثار بإجراء حفريات في “بطن” المبنى.
في التفاصيل التي كتبتها الزميلة آن فان ميريس من القسم الفرنسي في زينيت، أتاحت هذه الأبحاث الهائلة للخبراء بأن يُعمّقوا معلوماتهم المتعلّقة بتاريخ الكاتدرائية. وقد تمكّن حوالى 200 خبير أتوا من خمسين مختبراً دراسة وتحليل هذه “الكنوز” الجديدة، ومن بينها تابوتَين من الرّصاص مع بقايا بشريّة فيهما. يعود التابوت الأوّل إلى القرن الرابع عشر، وقد أجازت التحاليل التعرّف على فارس يتراوح عمره بين 25 و40 سنة، ولعلّه كان غنيّاً بارزاً. أمّا الثاني فهو كاهن توفّي في أوّل القرن الثامن عشر.
وقد اكتشف الباحثون أيضاً عناصر منحوتة من المنبر القديم، أي الجدار الذي كان يفصل منتصف الكنيسة عن الكورس خلال الاحتفالات الليتورجيّة. كما وأنّ الأجزاء التي تمّ إيجادها تمثّل مشاهد من العهدَين القديم والجديد وهي ملوّنة جدّاً: هناك الأحمر والأزرق وبعض الأوراق الذهبيّة.
إذاً، بعد 5 أعوام على الحريق الذي اجتاح نوتردام، استعادت الكاتدرائية جمالها الأصلي، وهي تستعدّ لاستقبال الزوّار والحجّاج مجدّداً ابتداء من 8 كانون الأوّل المقبل.