احتُفل يوم السبت 15 حزيران 2024 بقداس تطويب الأب ميشال راباكز (1904 – 1946) في مزار الرحمة الإلهية في كراكوفيا – لاجييفيكي، في بولندا. وترأّس الاحتفال الكاردينال مارتشيللو سيميرارو، عميد دائرة دعاوى القديسين بحسب ما ذكر القسم الفرنسي لوكالة زينيت.
إنه كاهن بولندي الأصل، اغتيل في العام 1946 على يد الشيوعيين وهو رمز الإيمان ومقاومة الاضطهاد. كان يتمتّع بغيرة رعوية كبيرة، وكان رجل صلاة وباحثًا عن الحقيقة. وثق بالله طوال حياته، حتى وصل إلى درجة الاستشهاد.
“لن أتخلّى عن صليبي”
عُرف الأب ميشال في خلال الحرب العالمية الثانية بدعمه الثابت لأبناء رعيته وكان يساعد ماديًا وروحيًا الفقراء والمتألّمين وضحايا الاحتلال النازي. عندما استولى الشيوعيون على السلطة في العام 1945، تحدّث علنًا ضد الإرهاب المعادي للدين الذي يمارسه النظام.
وبعد أن تمّ تحذيره مرار عدّة، صدر حكم الإعدام ضده إلاّ أنه قرر البقاء في رعيّته. وقال في إحدى عظاته: “حتى لو اضطررت للموت، فلن أتوقّف عن التبشير بالإنجيل ولن أتخلّى عن صليبي”. في ليل 11 و12 أيار 1946، اقتحمت ميليشيا شيوعية بيته.
تلقى الأب راباكز حكم الإعدام ثم نُقل إلى غابة قريبة وقبل أن يتمّ إطلاق النار عليه، قال هذه الكلمات: “لتكن مشيئتك، يا ربّ”.
استشهاد بسبب كراهية الإيمان
لم يسمح الوضع السياسي في بولندا بعد الحرب ببدء عملية تطويب الأب ميشال بسرعة، في أعقاب أعمال العنف التي ارتكبها النظام الشيوعي ضد الكنيسة الكاثوليكية. تمّ القبض على العديد من الكهنة والأساقفة وتعذيبهم، مثل الكاردينال ستيفان فيزينسكي وآخرين تم الحكم عليهم بالإعدام.
في العام 1980، جرت محاولات لفتح محاكمة لاستشهاد كاهن من بلوكي. وكانت الخطوة الأولى تقضي باستخراج الجثة ونقلها من لوبن إلى بلوكي. وبين العامين 1986 و1987، بدأ الأسقف المساعد في كراكوفيا، المونسنيور جوليان غروبليكي، بتشجيع من البابا يوحنا بولس الثاني، بجمع الملفّات وتمكّن من جمع 21 شهادة عيان تؤكّد على الحياة البطولية التي كانت يتمتع بها الكاهن المستشهد.
وبين الأعوام 2008 و2024، عبّرت دائرة دعاوى القديسين عن آرائها الإيجابية معترفة باستشهاد الأب ميشال راباكز بسبب “كراهية الإيمان”، وهو ما أكّد عليه المرسوم الذي وقّعه البابا فرنسيس في 24 كانون الثاني ويجيز تطويب خادم الله الجليل، شهيد الشيوعية.