جمع فريق من عشرين خبيراً أحدث المعارِف العِلميّة في 600 صفحة، وهي معارف واكتشافات عن الكَون تمّ الحصول عليها خلال القرن الماضي، ممّا يضع حدّاً للطلاق بين العِلم والدين.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من زينيت، إنّ كتاب “الله-العِلم-الأدلّة” Dieu-La science-Les preuves هو من الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا (أكثر من ربع مليون نسخة)، وهو كتاب يُدافع عن اللاعقلانية ضدّ المادية. وقد أثار جدلاً كبيراً في فرنسا بعد نشره سنة 2021، مع صدور ترجمتَين بالإنكليزية والإسبانية، وإظهار أدلّة “تتجاوز العِلم”: أدلّة عصريّة على وجود الله مع اتّباع اتّجاه القرون الأربعة الأخيرة، من كوبرنك إلى فرويد، مروراً بغاليليو وداروين والاكتشافات العِلميّة التي دعت إلى شرح الكَون بدون الالتجاء إلى إله خالق.
أمّا الكتاب فيعرض في فصوله وقائع مُحيِّرة حول أعجوبة فاطيما أو الشعب اليهودي بصفته شعب الله المختار، وهي فصول قد تكون حفّزت الحائز على جائزة نوبل للفيزياء روبرت ولسون (الذي اكتشف الإشعاع الكَوني مع أرنو بنزياس) على عدم توقيع المقدّمة.
من ناحيتهما، أعلن المهندس ميشال إيف بولوريه ورجل الأعمال أوليفييه بوناسي اللذين ساهما في نشر الكتاب لوكالة الصحافة EFE: “إنّ الإثباتات المُطلَقة غير موجودة إلّا في الرياضيّات، لكنّ الأدلّة قويّة جدّاً… إن لم يكن الله موجوداً، فليس للكَون بداية، ولا بدّ من أنّه أبديّ”.
في سياق متّصل، يتكلّم الكتّاب عن نظريّات أينشتاين وفريدمان وغوديل وواتسون وكريك مع اكتشاف الحمض النووي. كما ويتطرّقون إلى “التوليف الدقيق” (قوّة الجاذبية، القوّة الكهرمغنطيسية، سرعة الضوء أو كتلة البروتون) الذي لولاه “كان الكَون ليزول”. ويؤكّدون، دائماً حسب مقال نشره القسم الفرنسي في زينيت، أنّه “لو لم يكن وجود الله حاضراً في النقاش العام، فلأنّ الناس يعتقدون أنّه لا يمكن برهانه. وهناك أشخاص بغاية الذّكاء يؤمنون بذلك، وآخرون بغاية الذّكاء أيضاً لا يؤمنون. لكنّ الاكتشافات العِلميّة خلال السنوات المئة الماضية قلبت السؤال… لقد تمّ انتقادنا كثيراً بشأن فصل أضفناه حول معجزة في كتاب عِلمي. لكن إن استطاع أحد أن يُعطينا تفسيراً طبيعيّاً لما حصل، سنسحب الكتاب”.
أمّا النشر الأخير لأطروحة “الأدلّة العِلميّة الجديدة لوجود الله” في VozdePapel فهو محاولة جديدة تفتح المجال أمام قراءة التقدّم الأخير للفيزياء وعِلم الكَون اللذين يؤكّدان وجود خالق. ويُذكّرنا الكاتب: “ليس هناك إلّا إمكانيّتَين، وإحداهما صحيحة. إمّا الله الخالق موجود أو ليس موجوداً. لا يمكن أن تكون هناك نظريّة تفيد بوجوده لكن قليلاً، أو وجوده لبعض اللحظات”.
في مجتمع يُسيطر عليه الهاتف ونقرأ فيه كتباً أقلّ، من الجيّد أن نعرف أنّ الكتاب الورقيّ يُساهم في التأمّل في الإيمان.