Robert Cheaib - theologhia.com

لا تخف يا زكريّا فقد سُمع نداؤك

تأمّل لمناسبة عيد مولد يوحنا المعمدان

Share this Entry

 لا تخف ، يا زكريّا ، فقد سُمِعَ دُعاؤُكَ  وسَتَلِدُ لكَ امَرأَتُكَ أَليصابات ابناً فَسَمِّ يوحنا . وستَلْقى فَرَحاً وابتِهاجاً، ويَفرَحُ بِمَولِدِه أُناسٌ كثيرون . لأنَّه سيكونُ عظيماً

أمام الرّبّ … ويمتلىُّ من الرُّوح القُدُس  وهو في بَطْنِ أُمِّهِ … فَيُعِدُّ للارّبِ شعباً مُتأَهِّباً ” ( لوقا ١ : ١٣ – ١٧ ) .

لقد أعدّ الله منذ البدء يوحنّا المعمدان ليأتي ويبشّر بمن هو خلاص  وفرح البشريّة وسعادة السّموات .

قال يوحنا : ” أنا صوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة : قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ ” ( يوحنا ١ : ٢٣ ) ، فَمِن فمه ، سمع العالم كلمات رائعة تبشّر بحضور مخلّصنا يسوع المسيح ، ” هوذا حَمَلُ اللهِ الذي يَرفَعُ  خطيئةَ العالم ” ( يوحنا ١ : ٢٩ ) .

حين فقد زكريّا واليصابات الأمل في الحصول على ذرّيّة ، بشّرهم به الملاك -رسول السّرّ العظيم- ليكون شاهداً للرّبّ حتى قبل ولادته ” فَلَمَّا سَمِعْت أليصاباتُ سلامَ مَرْيَم ، ارتكض الجنينُ في بطنها ، وامتلأَت من الرُّوح القُدُس ” ( لوقا ١ : ٤١ ) .

لقد ملأ يوحنّا حشا أمّه سعادة أبديّة عندما كانت تحمله في داخلها .  نقرأ في الانجيل الكلمات التي وجّهتها إليصابات لمريم : ” مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي ؟ فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجاً في بَطْني” ( لوقا ١ : ٤٣ – ٤٤ ) . في حين أنّها كانت حزينة في شيخوختها لأنّها لم تعطِ زوجها طفلاً ، فجأة ولدت ابناً كان بدوره مبشّرًا بالسّلام الأزلي للعالم أجمع . فهو كان رسولاً حتى قبل ولادته ، لقد مارس عمله المستقبلي عندما نشر روح نبوءته في كلمات أمّهِ .

ثمّ، بقوّة الاسم الذي أعطاه إيّاه الملاك مسبقاً، فتح فم أبيه الذي أقفله عدم إيمانه  ( لوقا ١ : ١٣ ٢٠ ) .  وعندما أصبح زكريّا أخرسًا، لم يحصل ذلك ليبقى أخرسًا حتى آخر أيّام حياته ، بل  ليستعيد بعطفٍ إلهي استعمال الكلمة، وليؤكّد بإشارة سماويّة أنّ ابنه نبي

يقول الإنجيل عن يوحنّا : ” جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور” ( يوحنا ١ : ٧ – ٨ ). فهو طبعاً لم يكن النّور، ولكنّه كان كلّه في النّور، هو الذي استحقّ أن يشهد للنور الحقيقي يسوع المسيح.

صلاة لأجل طلب شفاعة مار يوحنا المعمدان :

يا نسيب الرب ونبي  الله ، الذي لم يقم في مواليد النساء أعظم منه يا من اعتزلت الدنيا ورغد العيش وسكنت القفر منصرفاً إلى عبادة الله مع أنك قد تقدست قبل مولدك ، أبتهل إليك أنا الذي ولدت بالخطيئة وأسعى وراء الغرور والأباطيل ،  أن تشفع بي لدى المخلص لأقمع جسدي وأروض قلبي بالعبادة الحارة إلى أن أدرك الغاية التي خلُقت لأجلها آمين.

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير