يُعاني الأب ألفارو غرانادو من مرض التصلّب الجانبي الضموري SLA منذ 6 أعوام، إلّا أنّه ما زال يُتابع خدمته الكهنوتيّة في رعيّة القدّيس خوسي ماريا إسكريفا في روما، حتّى ولو توقّف عن التعليم في جامعة الصليب المقدّس الحبريّة، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.
في التفاصيل، يُشارك الأب ألفارو في الاحتفال بالقدّاس من الاثنين وحتّى الجمعة، مُؤمِّناً الإرشاد الروحي للكهنة والمؤمنين، ومُصغياً إلى الاعترافات كلّ يوم طوال ساعة ونصف في الفترة الصباحيّة، وساعة ونصف خلال فترة بعد الظّهر.
إذ وُلد في مدريد سنة 1964، حاز الأب ألفارو على شهادة في المحاماة سنة 1988، ودرس اللاهوت في جامعة الصليب المقدّس الحبريّة في روما. حاز على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1996، مع تخصّص بالأنثروبولوجيا الفلسفيّة. سيمَ كاهناً سنة 1994، وعمل بين 1995 و2006 كأستاذ تنشئة، ثمّ مدبّر الجامعة الحبريّة في “التيبر”، وحصل على دكتوراه باللاهوت الرعوي سنة 2009 من جامعة اللاتران، إلى أن وضع التصلّب حدّاً لعمله كأستاذ.
“في البداية، لم أكن أشعر برجلي اليُمنى. ثمّ وبعد بعض الزيارات الطبية، تمّ تشخيصي بالمرض. فقدتُ الحركة برجليّ ثمّ بيديّ، وأصبحت عاجزاً عن الحركة كلياً منذ سنة. لم أعد استطيع إلّا تحريك رأسي وحنكي وفمي، لكن تابعتُ خدمتي. إنّه مرض قاس جدّاً، لكنّه سمح لي بالنضج وبفهم ما هو مهمّ في الحياة. عدا عن قيمة الإيمان المسيحي، أعدت اكتشاف قيمة العلاقات البشريّة خلال سنوات المرض، وما يستحقّ النضال لأجله في هذا العالم. مَن لديهم الكثير من العلاقات مع الناس هم أثرياء، والآخرون فقراء… إنّ زيارات الأصدقاء وأعضاء العائلة والكهنة تُغنيني وأستفيد منها، وهم يسرّون لرؤيتي. أعتقد أنّه لا يمكننا عَيش مرض إلّا إن كنّا مُحاطين بأشخاص لا يُشعروننا بأنّنا عبء، ويُظهرون لنا حبّهم”.
في سياق متّصل، يُقدّر الأب ألفارو الطاقم المُعالِج الذي يهتمّ به يوميّاً، ويقول إنّه يعيش مع المعالجين بصفاء.
أمّا الأشرطة التي ينشرها منذ سنة على يوتيوب فقد وُلِدَت من صِلاته مع مَن يهتمّون به. “إنّها تعليقات تُساعد المرضى مُقتَبَسة من الإنجيل، وهي ثمرة عِناد طبيب صديق أصرّ على تصويرها، حتّى بعد استسلامي. آمل أن تكون نافعة لأشخاص آخرين… مع تقديم معاناتنا لله ومصاعبنا، يمكننا أن نملأ قلبه بالفرح، وهذا ما يُضفي معنى على مرضي… يجب تقبّل المرض كتقدمة لله عبر المسيح، عمَلاً بتعاليم خوسي ماريا إسكريفا الذي كان يقول إنّ الأشخاص الأهمّ في الكنيسة هم المرضى إذ رافقوا تاريخ المسيحيّة. أودّ أن أقول للمرضى إنّنا نلعب دَوراً مهمّاً في مجتمع يُصبح فرديّاً أكثر فأكثر. نحن نساعد الجميع ليحترموا الآخر كما هو. والأمر بغاية الأهمية، إذ يميل الناس إلى تقييم الآخرين فقط لأجل منفعتهم وما يجنونه وجمالهم وما يفعلونه في شركة. لا، للإنسان قيمة فقط لأنّه بشري. نحن المرضى نذكّر المجتمع بهذا المبدأ الأساسي: كرامة الإنسان اللامتناهية، كما تُعلّمنا ذلك دائرة عقيدة الإيمان”.