“ساحة القديس بطرس هي جميلة على الدوام، إنما تكون أجمل بعد معكم”، هكذا رحّب البابا فرنسيس بحوالى 70 ألف طفل من الجوقات الأوروبية، الذين أتوا إلى روما، ضمن إطار الحج الثالث عشر للجمعية الدوليّة لخدّام المذبح.
وقال: “أنا أشكركم لأنكم أتيتم إلى روما. أهلاً وسهلاً بكم!” هم في الواقع، شباب وشابّات يشاركون بشكل فعّال أثناء الاحتفالات في الليتورجيا ويساعدون الكاهن أثناء القداس ويضطلعون بدور أساسي لمساعدة الجماعة الرعوية على عيش سرّ الإفخارستيا.
سرّ الحياة والمحبة
“أنا معك” هذا هو العنوان الذي تمّ اختياره لمناسبة الحجّ الدولي لخدّام المذبح وقد بدأ في 29 تموز وينتهي في الثالث من آب. “أنا معك” هي عبارة تلخّص سرّ حياتنا، سرّ المحبة. وذكّر البابا فرنسيس بعبارات الأمّ التي تقولها لجنينها عندما يولد في أحشائها: “لا تخف، أنا معك”. إنما تشعر الأمّ أيضًا بشكل عجيب أنّ الكائن الصغير يردّ عليها ويقول لها: “أنا معك” وهذا ينطبق بشكل مختلف على الآب.
يسوع حاضر في القربان
يمكن أن نجد معنى العنوان للقاء خدّام المذبح في إنجيل متى (مت 18: 20) وكما يقول يسوع: “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون أنا الثالث بينهما”. (مت 18: 20).
“إنّ هذا يتحقّق بشكل تام في القداس، في الافخارستيا: تصبح عبارة “أنا معك” حضور حقيقي وملموس لله في جسد ودم المسيح. يرى الكاهن هذا السرّ يتحقق كل يوم بين يديه، وأنتم ترونه أيضًا عندما تخدمون المذبح!” ولفت البابا فرنسيس الانتباه إلى أننا “عندما نتناول القربان المقدس، نختبر يسوع بأنه “معنا” روحيًا وجسديًا. هو يقول لك: “أنا معك” إنما ليس بالكلمات، بل بقلبك وبجسدك، بمحبّتك”.
الاقتراب من الآخرين من دون أحكام
إنّ خادم المذبح هو من يحمل في قلبه وجسده، على مثال مريم، سرّ الله الذي يسمح أن يكون مع “الآخرين بطريقة أخرى” وأن يقول لقريبه “أنا معك”، ليس بالكلمات، بل بالأفعال، واللفتات، والقلب، بقرب ملموس: البكاء مع من يبكون، الفرح مع من يفرحون، من دون أحكام مسبقة وانغلاق وإقصاء”.
وشدّد الأب الأقدس: “بهاتين الكلمتين الصغيرتين، يوجد “سرّ كبير” مختتمًا مداخلته مع شكر الشباب خدّام المذبح الذين أتوا ليتشاركوا فرح الانتماء إلى يسوع، وأن يكون خدّام محبته وقلبه المجروح الذي يشفي جراحاتنا، ويخلّصنا من الموت ويمنحنا الحياة الأبدية”.