” نَزَلتُ إلى جَنَّةِ الجوز لإنظُرَ إلى براعِمِ الوادي وأرى هَل أزهَرَ الكَرْمُ ونَوَّرَ الرُّمَان “( نشيد الأناشيد ٦ : ١١).
دائماً في الوادي يتمّ زرع الاشجار المثمره لغرض ديمومتها والرعايةِ بها . وكما نعرف كلّ الثمار التي قشرتها قويه تحتوي على مادةٍ مغذيّة وثمينه وغاليه ومهمة ، مثل ثمرةِ الجوز التي عندما نكسرها بقوة نحصل على لبّها الطيب المذاق ، كذلك المسيح عندما تجسّد في بطن العذراء مريـم ولد منها ” وجاء نوراً للعالم ( يوحنا ٣ : ١٩ ) ، وهو كرم الله الغير متناهي للبشريه وأنه الربيع الدائم لتجدد الإنسان ، أي الولادة الجديدة ، ولادة الرُّوح : ” فَمَولودُ الجَسد يَكونُ جسداً ، ومولودُ الرُّوحِ يكونُ روحاً ” ( يوحنا ٣ : ٦ ) . فكُلّ الأشجار في موسم الخريف تتشابه بالمنظر ولكن في الربيع تتغير وتعكس نوعها وأصلها . وكذلِكَ ولادة المسيح أعطت للإنسانية قيمةً عظيمة تجدّد خلالها الإنسان وعرفَ ذاته ونمى من جديد ليرتبط بالأصل ، والأصل هو الله ، ليستمر نموه وعطاءه . أيضا الجوزه تشبه إنتصار المسيح على الموت ، مات وقام من بين الأموات ، وجعل من الموتِ محطةً للإنتقال إلى الله ، إلى السماء ، إلى الفرح والسعادة إلى مركز إيماننا ورجاءِنا .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك