في سنة ١٢١٣ لجأ القديس عبد الأحد ( دومينيك ) إلى مغارة قرب مدينة “ تولوز ” في فرنسا، وهناك بدأ يصلي ويتضرّع إلى الله، وطلب منه بشفاعة العذراء مريم أن يساعده في إيجاد علاج ليحارب به البدع التي ظهرت في الكنيسة . وبعد ثلاثة أيام ، من الصوم والصلاة والإبتهال إلى العذراء مريم تراءت له ، وشجّعته ثم أشارت إليه أن يتّخذ صلاة الوردية دواءً وسلاحاً كافياً لردّ كل أعداء الكنيسة … ظهرت مريم العذراء بهيئة سيدة جميلة جداً، ومعها ثلاث سيدات وكل واحدة منهن معها خمسون فتاة وبثياب مختلفة . فسالها القديس عبد الأحد عن هذا الجمع فأشارت العذراء إلى :
السيّدة الأولى : ترتدي مع فتياتها ثياباً بيضاء ، ترمز إلى خمسة أسرار الفرح .
السيّدة الثانية : ترتدي مع فتياتها ثياباً حمراء ، ترمز إلى خمسة أسرار الحزن .
والسيّدة الثالثة : ترتدي مع فتياتها ثياباً مذهّبة ترمز إلى خمسة أسرار المجد .
وكان بيد السيدة العذراء مريـم أيقونة مثلثة الشكل ، وقالت له ” خذ هذه المسبحة ، فستكون لك سلاحاً ضد الأعداء المنظورين وغير المنظورين ، وتكون عربون محبتي للمسيحيين ، لأنها تتضمن أسراري وأسرار ابني الوحيد ، فتنير العقول وترشد الضالين إلى طريق الملكوت ” . فأخذ القديس عبد الأحد المسبحة من يد السيدة . ثم عاد مسرعاً إلى مدينة تولوز وأخبر الجميع بما أوصته مريم العذراء .
في سنة ١٢١٦أ، أنشأ القديس عبد الأحد الرهبانية الرسولية التي دعاها باسم : ” الاخوة الوعّاظ ” وهي التي يدعوها العامة بالرهبانية الدومينيكية وأول عمل قامت به هو محاربة الهرطقات من خلال شرح أسرار الوردية ، ونشر العبادة لوالدةِ الإله القدّيسة مريـم ، فعمل هذا القديس بقلب طاهر وبروح حماسية لحث الناس على تلاوة الوردية المقدسة .
وكان من بين الأباء الدومينيكان أب اسمه آلان دي لاروش ، عمل مع القديس دومينيك بحماس من أجل تنسيق الوردية وإدخال الأسرار إليها، قاصدين بهذا التنسيق التأمل بحياة ألام القديسة وإبنها على الأرض ، ودورهم الفعال بعد صعودهم إلى أمجاد السماء .
في سنة ١٢١٧ أُطلق على هذه المسبحة اسم ” مسبحة الوردية ” وذلك لأنها تشبه باقة ورد نَضَعها أمام العذراء مريم .
أسرارالوردية المقدّسة هي : أسرار الفرح، أسرار الحزن ، وأسرار المجد . وأضاف عليها البابا القديس يوحنا بولس الثاني خمسة اسرار أُخرى هي اسرار النور .
انعم الله على القديس عبد الأحد قبل وفاته ، بأنه رأى رؤيا عن رهبنيته كيف ستنتشر في كل أوربا .
يا سُلطانة الورديّة رافقينا اثناء صلاتنا ورديتيكِ المقدّسة لنعيش تعاليم إبنكِ يسوع ونَعمَلُ بها ، ونُعلّمها للآخرين ، لنستحقّ الملكوت السماويّ .
سا سُلطانة الورديّة المقدسة صلّي لأجلِنا .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك