في مقابلة أجراها الأب بيتر شيا Peter Chia مع الأب الأقدس خلال شهر أيار الماضي في مكتبة القصر الرسولي، لكن عُرِضَت في آب على قناة اليسوعيين في الصين عبر موقع يوتيوب، تطرّق البابا فرنسيس إلى توقه لزيارة الصين، خاصّة مزار سيّدة الشيشان القريب من شانغهاي، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
ورغبته هذه عكست احترامه العميق وتقديره للكاثوليك الصينيين الذين حافظوا على إيمانهم الثابت على الرّغم من المشاكل والضغوطات التي واجهوها على مرّ السّنين، عدا عن تطرّقه إلى صبرهم وقدرتهم على الانتظار واصِفاً إيّاهم بـ”الأسياد” في هذه القيم.
ومع إشارته إلى التحديات التي يواجهها الكاثوليك في الصين، بعث لهم البابا برسالة أمل مُعترِفاً بشهادتهم وثقتهم بالله.
متطلّبات البابويّة وتولّي الانتقاد
دائماً في سياق المقابلة، تأمّل الحبر الأعظم في المتطلّبات التي يفرضها عليه دوره ككبير الكنيسة الكاثوليكيّة. وأشار إلى أنّه في سنّ السابعة والثمانين، يعزو قدرته على إدارة جدول الأعمال الهائل إلى حياة مُنظَّمة، وإلى دعم مُعاونيه الذين يثق بهم. إلّا أنّه أقرّ أنّ الانتقادات، حتّى ولو كانت أحياناً صعبة، أساسيّة لنموّه الشخصي ولنموّ الكنيسة بالإجمال. وحتّى عندما يواجه المعارضة المباشرة، يُصرّ البابا على أهمية الصبر والتأمّل، مُشيراً إلى أنّ بعض المعارضة قد تؤدّي إلى انتقاد بنّاء يفيد الكنيسة.
مواجهة الأزمات الشاملة والتحديات
لم يتفادَ الأب الأقدس التحديات التي واجهها خلال حبريّته، بدءاً من الوباء وصولاً إلى الحروب الدّائرة. وبالحديث عن التحديات، شدّد على أهمية الفكاهة والصلاة، ذاكِراً تكرّسه اليومي لصلاة القدّيس توماس مور، الذي يطلب دائماً التمتّع بحسّ الفكاهة. وأضاف البابا أنّ هذا الموقف ساعده على المحافظة على الصّفاء والبحث عن حلول دائماً عبر الحوار والصبر.
أمّا بالنسبة إلى نظرته المستقبليّة، فقد حذّر البابا من أخطار الإكليريكيّة وروح العولمة، مُعتبراً إيّاهما أكبر تهديدَين بالنسبة إلى الكنيسة، حتّى أسوأ من الفضائح التي انتشرت في الماضي. وفي هذا السّياق، حثّ مَن سيخلفه على الحفاظ على حياة الصلاة، مُذكِّراً إيّاه بأنّ الله يتواصل ويُرشد عبرها.