في عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء (أو عيد رُقاد السيّدة) نصلّي هذه الطروبارية التي ترنمها الكنائس التي تعتمد الطقس البيزنطي (وأولها الكنيسة الأرثذوكسية): “في ميلادك حفظتِ البتوليَّةَ وصنتِها وفي رقادِكِ ما اهملتِ العالم وتركته يا والدة الإله لأنَّكِ انتقلتِ إلى الحياة بما أنَّكِ أمُّ الحياة فبشفاعاتِك أنقذي من الموت نفوسَنا”… من هذه الطروبارية نستخلص الآتي:
١- بقيت مريم بتولا “قبل الميلاد وفيه وبعده”… هي التي لم يكن من حضور في قلبها وحياتها سوى لله! ولا حضور لأحد في قلبها إلا من خلال ربها وإلهها، وبه ومعه…
٢- لقد ماتت هذه الأم… ولكنها بالرغم من موتها، هي تتشفع للعالم أجمع، ولم تتركه. لذلك نقول في زياح العذراء في الطقس الماروني: “وإن كان جسمك بعيدًا منا أيتها البتول أمنا، صلواتك هي تصحبنا وتكون معنا وتخفظنا”…
٣- بما أنها أم يسوع-الحياة، لا يمكن أن تبقى في مثوى الأموات… لقد كان موتها انتقالا إلى الحياة، لأنها ولدت في هذا العالم يسوع-القيامة والحياة.
٤- هي تتشفع لدى ابنها الذي منها أشرق على العالم، وتطلب منه أن يُزيل من نفوسنا موت الخطيئة، كما نقول في زياحها في الطقس الماروني: “بجاه مَن شرفك على العالمين حين ظهر منك ظهورا مُبين، أطلبي منه للخاطئين المراحم لدهر الداهرين”…
لذلك، وفي عيدها هذه السنة، الذي يمر علينا والحزن والألم يعتصران قلوبنا، ومجتمعنا يهتز من الفقر والأمراض والأزمات، نصرخ لامنا التي نحب: “لا تهملينا يا حنونة، يا مملوءة كل نعمة، بل خلصي عبيدك أجمعين، لنشكرك لدهر الدهرين” آمين.