مقدمة: السعادة كهدية
يفتتح البابا فرانسيس بالتأكيد على أن السعادة ليست شيئًا يمكن شراؤه أو تحقيقه بجهودنا الذاتية فقط، بل هي هدية من الله. يشير البابا إلى أن السعادة الحقيقية تنبع من علاقة الإنسان العميقة بالله ومع الآخرين، وليس من امتلاك الأشياء المادية أو تحقيق النجاح الشخصي.
السعادة كهدية من الله
يقول البابا إن السعادة ليست ناتجة عن الممتلكات المادية أو النجاح المادي، بل هي هدية إلهية. على سبيل المثال، قد تجد شخصًا يمتلك كل ما يشتهي من ثروات وممتلكات ولكنه لا يشعر بالرضا أو الفرح الحقيقي. في المقابل، قد تجد شخصًا بسيطًا يعيش حياة مليئة بالإيمان والمحبة، ويشعر بسعادة حقيقية رغم قلة الممتلكات. هذا يوضح أن السعادة تأتي من العلاقة الروحية العميقة مع الله، وليس من المكاسب المادية.
السعادة ليست مادية
السعادة الحقيقية تتجاوز الأمور المادية. على سبيل المثال، عندما تقضي وقتًا ممتعًا مع العائلة أو الأصدقاء، يمكن أن تكون هذه اللحظات مليئة بالسعادة والفرح دون الحاجة لشراء أي شيء. هذه السعادة تأتي من العلاقات واللحظات المشتركة، وليست مرتبطة بالمال أو الممتلكات.
الاستعداد الداخلي لقبول السعادة
تحقيق السعادة يتطلب استعدادًا داخليًا لقبول هذه الهدية الروحية. شخص قد يغير نظرته للحياة من التركيز على جمع المال والنجاح إلى البحث عن السلام الداخلي والخدمة للآخرين. عندما يبدأ هذا الشخص في الاهتمام بمساعدة الآخرين وتطوير علاقته بالله، قد يكتشف نوعًا من السعادة التي لم يكن يشعر بها من قبل. هذه السعادة تأتي من التغيير الداخلي في توجهاته وأهدافه.
السعادة كتجربة روحية مشتركة
السعادة تزدهر عندما نشاركها مع الآخرين. على سبيل المثال، فكر في مجموعة من الأشخاص يشاركون في عمل تطوعي، مثل توزيع الطعام على المحتاجين. السعادة التي يشعرون بها تأتي من العمل المشترك والخدمة والإحساس بالإنسانية والرحمة، وليس من المكاسب المادية.
هنا يدعو البابا فرانسيس إلى تغيير نظرتنا للسعادة، من كونها هدفًا ماديًا إلى تجربة روحية ومشاركة عاطفية حقيقية مع الآخرين. السعادة الحقيقية هي تجربة مشتركة تنبع من علاقتنا بالله ومع الناس من حولنا، وتزدهر من خلال الخدمة والمحبة المتبادلة.
-يتبع-
الاب د اغسطينوس منير