في الثامن من شهر نوفمبر / تشرين الثاني تحتفل الكنائس المسيحية الكاثوليكية و الارثوذكسية بعيد رؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل و رافائيل.
للتعمق في سيرة الملاك رافائيل إقرأوا سفر طوبيّا
الملاك رافائيل :
هو الثالث بين رؤساء الملائكة ، و أحد رؤساء الملائكة السبعة الواقفين أمام عرش الله ، وهم :
ميخائيل، جبرائيل، رافائيل، سوريال، سيداكيئيل، ساراثيئيل، وأنانيئيل – وذلك حسب ما ورد في التقليد وكتب الكنيسة.
معنى إسم رافائيل :
إسم رافائيل ، ومعناه : الله هو الشافي ، أو الشفاء من ألله أو ألله يشفي .
الملاك رافائيل فى سفر طوبيا :
يحكى سفر طوبيا أحداث عائلتين يهوديتين متصاهرتين وقد حلّت بهم الصعوبات والضيقات .
١ – عائله طوبيا :
كان طوبيا الأب من سبط نفتالي وإسم إمراته حنه ولد منها إبناً سمّاه بإسمه ورباه على تقوى الله.
وكان طوبيا رجلاً يهوديأ تقياً و باراِ ، ويوفى جميع بواكيره وأعشاره ويصون نفسه من أطعمة الأمم الوثنية وكان وهو فى السبى يطوف كل يوم على جميع عشيرته ويعزيهم ويواسي ويساعد كل واحد من أمواله على قدر وسعه فيطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن الموتى والقتلى بغيرة شديدة.
وحدث في يوم أنه تعب من دفن الموتى فحينما وصل بيته رمى بنفسه إلى جانب الحائط ونام فوقع خطاف حديد في عينيه وهو ساخن ففقد بصره وقد أذن الرب أن يقع في هذه التجربة كما جرب أيوب ، وبالرغم من ذلك إحتفظ بإيمانه وثباته فى الرب.
وكان أصحابه وأقاربه يعيروه قائلين: أين رجاؤك الذي لأجله كنت تبذل الصدقات حينئذ تألّم طوبيا جداً وطفق يصلي بدموع.
٢ – عائله رعوئيل :
كانت سارة الإبنة الوحيدة لهذه العائلة قد تسلط عليها الشيطان الخبيث ” أزموداوُس ” الذي كان يقتل كل من يتزوجها في ليلة العرس حتى وصل عددهم إلى سبعة.
فصعدت إلى عليّة بيتها فأقامت ثلاثة أيام وثلاث ليال لا تأكل ولا تشرب بل إستمرت تصلي وتتضرع إلى الله بدموع أن يكشف عنها هذا العار.
في ذلك الحين أستجيبت صلوات الإثنين أمام مجد الله العلي فأرسل الرب ملاكه رافائيل ليشفي كلا الإثنين.
كان لطوبيا الأب مبلغ من المال كان قد أودعه وطلب من طوبيا الإبن أن يذهب ليستردّه.
وافق طوبيا الإبن ولكن كان فى حيرة من أمره فكيف يصل إلى الرجل وهو لا يعرف الرجل ولا الطريق، فأوصاه أبيه أن يبجث عن رجل ثقة يصحبه فى الطريق بأجرتة حتى يستوفي المال.
فتأهّب طوبيا الإبن للسفر وعندما خرج ظهر له الملاك رافائيل في صوره بشر فسأله إن كان يعرف الطريق إلى بلاد الماديين فأجاب الملاك أنه يعرفها ويعرف غابيليوس الرجل الذي كان لديه المال فأخذه إلى أبيهِ فوعده الفتى أن يأخذ إبنه ويعود به سالماً.
ثم ودّع طوبيا أباه وأمه وسار كلاهما معاً.
– وفى الطريق خرج طوبيا ليغسل رجليه في نهر دجلة فخرج حوت عظيم ليفترسه فصرخ ، فقال له الملاك : أمسك بخيشومه وإجتذبه ففعل كذلك فأخذ يتخبّط عند رجليه ، فقال له الملاك شق جوف الحوت وإحتفظ بقلبه ومرارته وكبده فهو علاج مفيد.
– وعندما وصلا إلى المدينه سأل طوبيا الملاك أين تريد أن تنزل؟
أجابه في بيت راعوئيل وأن جميع أمواله سوف تكون لك وأن ساره إبنته ستكون زوجة لك.
فخاف طوبيا أن يصيبه ما أصاب أزواجها السبعة.
فقال له الملاك : إذا تزوجتها فتفرغ معها للصلوات ثلاثه أيام وأحرق كبد الحوت أول ليله فيهزم الشيطان.
– ثم دخلا على راعوئيل فتلقاهما بالمسرة هو وزوجته حنا بعدما عرف أنه إبن طوبيا صديقه.
فطلب منه طوبيا زواج إبنته فإرتعد راعوئيل لمعرفته ما أصاب السبعة رجال ولم يجيبه فشجعه الملاك وقال له : لا تخاف إن تزوجه إبنتك لأنه يخاف الله ، فأخد راعوئيل بيمين إبنته ساره وسلمها إلى طوبيا قائلاً : إله إبراهيم وإسحق ويعقوب يكون معكما وكتبوا عقد الزواج ثم أكلوا وباركوا الله.
– ففعل طوبيا كما أمره الملاك وأخرج كبد الحوت وألقاه على الجمر المشتعل حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان وأوثقه وقام طوبيا وساره وصليا بحرارة حتى يعافيهما الرب.
– وإستحلف راعوئيل طوبيا أن يقيم عنده أسبوعين وأعطاه نصف ماله وكتب له النصف الباقي بعد موتهما.
فطلب طوبيا من الملاك أن يذهب إلى غابيليوس ليسترد أموال أبيه ففعل كما أمره طوبيا.
– ثم إستاذن طوبيا من راعوئيل أن يدعه ينصرف ليذهب إلى أبيهِ فأعطاه راعوئيل ساره ونصف أمواله كلها من غلمان وجوارى ومواشى وإبل وبقر وفضة وصرفه.
– وفيما هم راجعون قال الملاك لطوبيا : فلنتقدم نحن قبل زوجتك والمواشي وعندما وصلوا قال الملاك لطوبيا : إذا دخلت بيتك فأسجد في الحال للرب إلهك وأشكره ثم قبل أباك واطل عينيه بمراره الحوت التي معك وللحين تنفتح عيناه، ففعل طوبيا كما أمره الملاك فخرجت من عيني أبيه غشاوة فسحبها طوبيا ، وللوقت عاد إلى طوبيا الأب بصره فمجّد الرب هو وبيته وكل من يعرفه.
– بعد ذلك دعا طوبيا إبنه وإستشاره في أي مكافاة ينبغي أن يكافئوا بها الملاك رافائيل ؟ فأجابه طوبيا : هل يرضى أن يأخذ النصف من كل ما جئنا به ؟
-وحين ذهبا ليعرضا عليه الأموال كشف الملاك حقيقته لطوبيا الأب ولإبنه بعد أن كانا يحسباه إنساناً وقالا لهما :
باركا إله السماء ، وإعترفا له أمام جميع الأحباء بما أتاكما من مراحمه، صالحة هي الصلاة مع الصوم والصدقة.
حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب وإذا كانت مقبوله أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربة وقد أرسلني الرب لأشفيك وأخلص سارة كنتك من الشيطان ، فأنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب، والآن قد حان أن أرجع إلى من أرسلني، واما أنتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه.
وبعد أن قال هذا إرتفع عن أبصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك