“من الضروري أن نكتشف من جديد في العائلات والبيوت جمال الورديّة، أي الصّلاة التي تساعد على بناء السّلام”. بهذه الكلمات، وفي رسالة وجّهها إلى رئيس أساقفة بومباي المونسنيور توماسو كابوتو بمناسبة افتتاح السنة اليوبيليّة للذكرى المئة والخمسين لوصول لوحة العذراء سيّدة الورديّة المقدّسة إلى بومباي، أراد البابا أن يتّحد روحيّاً مع المؤمنين من كامبانيا.
في تفاصيل أخرى أوردها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، قُرِئت رسالة البابا صباح الأحد 10 تشرين الثاني، خلال القدّاس الذي ترأّسه المونسنيور كابوتو في المزار. وفيها، أعرب فرنسيس عن رغبته في أن “يتمكّن الله من التحدّث إلى البشريّة التي تحتاج إلى إعادة اكتشاف طريق الوفاق والأخوّة”، من خلال رسالة سيّدة بومباي، على أمل “أن يلتزم المؤمنون بأمانة أكبر بالرب، ويشهدوا لإخوتهم وأخواتهم، وخاصّة لأولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها”.
صلاة لاقتراحها على الشّباب
“إذ هي أداة بسيطة في متناول الجميع ويمكن أن تدعم التبشير الجديد الذي تُدعى الكنيسة إليه اليوم”، يجب اقتراح المسبحة الورديّة بشكل خاص على الشباب، كما يوصي الحبر الأعظم، حتّى يشعروا أنها ليست متكرّرة ورتيبة، بل هي “فعل حبّ لا يتعب من التدفّق”.
واقتبس البابا بارتولو لونغو (الذي أراد إحضار اللوحة إلى مزار بومباي لنشر عبادة الأمّ السماويّة) قائلاً إنّ “الصلاة المريميّة هي مصدر عزاء للمرضى والمتألّمين، كما وأنّها السلسلة الحلوة التي تربطنا بالله، وهي أيضاً سلسلة محبّة تصبح احتضاناً للأخيرين والمهمّشين”.
التكرّس للورديّة المقدّسة
في السياق عينه، وفي رسالته إلى المندوب البابوي لمزار بومباي، يُعيد البابا رسم تاريخ اللوحة – التي تمثّل العذراء مُتوّجة ويسوع بين ذراعيها، فيما تسلّم المسبحة إلى القدّيسة كاترين السيانيّة والقدّيس دومينيك (عبد الأحد) – هذه اللوحة التي وصلت إلى الوادي عند سفح فيزوفيو في 13 تشرين الثاني 1875. وكان بارتولو لونغو هو الذي أحضرها إلى سكّان بومباي لنشر عبادة الوردية المقدّسة، بعد أن سمع ذات يوم “في أعماق روحه” صوتاً: “إذا كنت تطلب الخلاص، انشر المسبحة الورديّة”.
كما وأشار البابا أيضاً إلى “سلسلة مداخلات طويلة” لأسلافه، “خاصة منذ لاون الثالث عشر”، وقد عمّقوا معنى هذا التكريس، “حتى الرسالة الرسولية Rosarium Virginis Mariae للقدّيس يوحنا بولس الثاني، التي أعادت إطلاقها عشيّة الألفيّة الثالثة بإعلان سنة الورديّة”. ويرى البابا أنّه تدبير العناية الإلهية “أن يتزامن يوبيل لوحة سيّدة بومباي مع سنة اليوبيل الوشيكة، والتي تتمحور حول يسوع رجائنا، ومع الذكرى المئويّة السابعة عشرة لمجمع نيقية (325)، الذي عزّز بشكل خاص سرّ الإله الإنسان، على ضوء الثالوث”. ويؤكّد البابا أنّه “من الجميل إعادة اكتشاف الورديّة من هذا المنظور، لاستيعاب أسرار حياة المُخلّص، والتأمّل فيها بنظرة مريم”.
زيارة رعويّة إلى بومباي ونابولي عام 2015
وأخيراً، استذكر أسقف روما رحلة حجّه إلى بومباي في 21 آذار 2015، مُتطرِّقاً “بامتنان إلى مظاهر الإيمان التي عاشها في الواحة المريميّة”، وطالِباً “كلّ النِّعم لأرض كامبانيا، خاصّة لأولئك الذين يعيشون حالات ضيق”، ومانِحاً بركته لجميع الذين سيشاركون في أحداث الذكرى 150 لوصول لوحة العذراء سيّدة الورديّة.