“وسط المصاعب، والضّيقات تهبّ ريحٌ لطيفة هي نسيمٌ ثمينٌ نسمّيه التّعزية… ما لنا إلّا تسليم ذاتنا بين يدي الرّبّ، وامتثالنا لمشيئته القدّوسة…”
أبونا يعقوب
ما أعظم اهتمامَك بنا يا ربّ!!!! لا ترغب إلّا بضمّنا إلى قلبك الدّافئ…
حبّك يدفئ جليد يوميّاتنا… تفتح ذراعيك لتهدينا بركاتك، وتفيض علينا بسخاءِ رحمتِك…
تكلّمنا دومًا بلغة الحبّ، وتُمسك بأيدينا لنبلغ فرح خيراتك…
أورثتنا الإيمان فضيلة، فأثمر عقمُ روحنا وَعْدَ خلاصٍ، ورجاء…
تتدخّل يا ربّ دومًا بما يقودنا نحو سلام نفوسنا، تزوّدنا برسائل شفاء، وغبطة….
يقول أبونا يعقوب: “الباري تعالى رحوم، وصالح، لا عن اضطرارٍ لأنّ قوّةً تضغط عليه، ولا بقصد الانتفاع… اللّه صالح عن مجرّد محبّته لنا، وتعطّفه علينا….”
هذا هو حنان اللّه… محبّته لنا تكمن في مدى سعيه إلى خلاصنا…
ها هو الملاك جبرائيل يأتي بهالة مُبشِّرة… بابتسامةٍ فرحة… بقلبٍ ينبض أسرار الرّحمة، والرّجاء…
يستجيب الرّبُّ دومًا لنداءاتنا لأنّه يحبّنا، كما استجاب لنداء زكريّا، الذّي لم يصدّق أذنيه، فدخل في صمتِ المتأمّل، ليفهم تدبيرَ الله الخلاصيّ…
” لا تخف يا ذكريّا… فقد استجيبت طلبتك، وامرأتك إليصابات ستلد لك ابنًا، فسمّه يوحنّا. ويكون لك فرح، وابتهاج”(لو1/13-14)
الرّبّ يحقّق وعوده… لا يُعدّ لنا إلّا ساحات الابتهاج…
ولكننّا نحيا حدوديّة إنسانيّتنا الضّعيفة، ونخاف خوف زكرّيا…
نغرق في متاهات الصّعوبات… ولكنّ الرّبّ ينظر إلينا بعين الرّأفة …
الرّبّ ينظر إلينا بعين مختلفة عن نظرة النّاس. إنّه يدعونا إلى رؤية مختلفة… يريد أن تنبض قلوبنا نبض الإيمان…
نظرتنا مليئة بظلام ما ينبض في قلوبنا…
ولكن داخل الأحزان، واليأس، هناك قوّة رجاء عظيمة، تصرخ، وتعلن أنّ الرّبّ دائمًا معنا…
” الرّبّ سائرٌ أمامك، وهو يكون معك، ولا يهملك، ولا يتركك، فلا تخفْ، ولا ترهبْ” (التّثنية 31/8)
مع الرّبّ هناك “جبرائيل” دائم، يعلن فرح البشارة…
يعلن ما يحضّره لنا من خير، وحبّ… لن يسمح الرّبّ أبدًا بأن نعيش الحزن، والغمّ….
ساعدنا يا ربّ كي نرفع أنظارنا نحوك… ساعدنا كي نتسلّح بقوّة الإيمان، ونتزيّا بدرع القوّة المستمدّة من روحك القدّوس….
ساعدنا يا ربّ كي نتأمّل بصمت… لنبلغ خلاصًا تُعدّه لفرحنا….
فيكتوريا كيروز عطيّه