من المُتوَقَّع أن يتوسّع إرث البابا بندكتس السادس عشر الفكريّ والروحيّ، مع الكشف عن أكثر من مئة عظة لم تُنشَر من قبل: هذا ما أعلنته مؤسّسة جوزف راتزينغر، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، وإذ اتُّخذ قرار نشرها في ربيع 2025، ستُقدّم هذه العِظات نظرة حميمة على التأمّلات اللاهوتيّة التي وضعها حبراً أعظم عُرف بعمق أفكاره ووضوحها.
وعلى عكس العديد من الكلمات الأخرى التي ألقاها علناً خلال حبريّته، حضّر البابا الفخريّ هذه العظات في هدوء كنيسته الخاصّة، كلّ أسبوع، حتّى بدون التزامات علنيّة، وتلاها على مسامع مجموعات صغيرة من رفاقه القريبين، بمن فيهم سكرتيره وبعض الضيوف.
من ناحيته، قال الأب فيديريكو لومباردي (رئيس مؤسّسة جوزف راتزينغر) إنّ “هذه العِظات تُظهر روتين راعٍ ملتزم بدعوته. حتّى في بساطة احتفالاته الليتورجيّة، قارب بندكتس كلّ عظة بالعناية نفسها والروحانيّة العميقة التي طبعت كهنوته”.
أمّا مجموعة العِظات التي ستُنشَر قريباً فهي مبنيّة على الروزنامة الليتورجيّة، وستقدّم تأمّلات حول زمن المجيء، الميلاد، الصوم والزمن العادي. ومع أنّها ليست شاملة، تقدّم العِظات دليلاً روحيّاً عبر إيقاع السنة الطقسيّة، فيما تُظهر تبصّر بندكتس وقدرته على رسم الصِلات بين الكتابات القديمة والإيمان اليومي.
كما وشرح لومباردي أنّ هذا “ليس تعليقاً كاملاً على قراءات الآحاد، لكنّها شهادة حيّة على عمقه الروحي واللاهوتي”.
في سياق متّصل، نُشير إلى أنّ المشروع كان قيد الدّرس منذ سنوات. فبعد وفاة بندكتس في 31 كانون الأوّل 2022 عن عمر 95 سنة، عهد سكرتيره الخاصّ المطران جورج غانسواين بالوثائق للمؤسّسة المذكورة، مع عناية خاصّة للحرص على كَون المجموعة تحترم نوايا بندكتس وأسلوبه، حتّى ولو لم يراجعها بنفسه.
“لقد عاملنا مجموعة النصوص بعناية وحبّ. لم يكن الهدف يقضي فقط بالحفاظ على كلماته، بل تكريم جوهر رسالته”.
كان بندكتس السادس عشر يُعتَبَر أكبر عقل لاهوتي قد يُؤثّر على الكنيسة المعاصرة، وقد رسمت كتاباته طريق إيمان الملايين. إنّ مجموعة العِظات هذه تُعتَبَر إرثاً لا زال يوحي للكثيرين، ودعوة لمؤمني الكنيسة الجامعة للتأمّل والنموّ وفهم تعاليم بابا جمع الفِكر بالرّعويّة.
“هذه المجموعة ليست كلمات فحسب، بل دعوة لملاقاة المسيح عبر عدسة إيمان بندكتس وحِكمته. هذه العِظات تُذكّر المؤمنين بالنّور الآتي من كلمة الله، وترشد الكنيسة عبر كلّ موسم من الحياة”.