في عام ٢٠٢٥، سيعلن البابا فرنسيس قداسة كارلوس أكوتيس، ليحمل لقب “قديس الألفية”، مما يجعله قديس في القرن ٢١. لا يكشف هذا الإعلان عن قديس جديد فحسب، بل عن شخصية رائدة يتردد صداها بعمق في وجدان المجتمع المعاصر. كان كارلوس شابًا نشأ في ظل الثورة الرقمية، مجسدًا جوهر المواطنة الرقمية، Digital Citizenship، في حضارة التكنولوجيا الحديثة.
خلال حياته، جسّد كارلو الحضور النابض للمسيحيين ورسالتهم المميزة في العصر الرقمي. لقد سخّر مواهبه وقدراته لإبراز محورية الإفخارستيا في عالمنا المعاصر. كان شغفه الأعظم هو نشر الوعي لعظمة حضور المسيح في الإفخارستيا من خلال الإنترنت، إذ كرس جهوده لتعريف الناس بمعجزات الإفخارستيا وتعميق إدراكهم لحقيقة القداس الإلهي.
علمنا كارلو كيف نكون فاعلين وهادفين على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد آمن بأن منشوراتنا وصورنا وتعليقاتنا ومشاركاتنا ينبغي أن تعكس رؤية إفخارستية وكنسية، متجسدة في القيم والفضائل المسيحية التي عاشها وبشر بها. يدعونا هذا المبدأ إلى حياة موحدة لا ازدواجية فيها. لقد أظهر لنا كيف يتماهى إيمانه مع رسالته في العالم الرقمي، مُضيئًا المعنى العميق للإفخارستيا في كل تفاعل إلكتروني قام به عبر الإنترنت.
إضافة إلى ذلك، كشف لنا كارلو كيف نكون مبشرين رقميين في زمن التكنولوجيا وعصر الذكاء الاصطناعي. فوضع لنا نموذجًا لكيفية توظيف قدرات المؤثرين المسيحيين لدعوتهم ورسالتهم عبر المنصات الرقمية. من خلال عيش روحانية القداس ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نستطيع تعزيز الوحدة، وبناء الشركة، وإشاعة رحمة الله عبر حضورنا الرقمي. إن مثال كارلو يعلّمنا أن تفاعلنا الرقمي يمكن أن يكون امتدادًا لمعتقداتنا الروحية الأصيلة، بحيث يصبح كل منشور وصورة وفيديو وتعليق شهادة إيمان ورسالة محبة إلهية.
وفي الختام، يظل كارلوس أكوتيس منارة تهدي المسيحيين المعاصرين ولاسيما الشباب إلى سُبل عيش الإيمان في العصر الرقمي. وستكون قداسته في عام ٢٠٢٥ تكريمًا لمسيرته، وإلهامًا لجيل جديد من المبشرين الرقميين، الساعين إلى نشر البشارة ومعجزات الإفخارستيا في فضاءات الإنترنت اللامحدودة. إن إرث هذا الشاب البطل، هو تذكير قوي بأن العصر الرقمي يزخر بفرص لا نهائية للتبشير، ونقل خبرة عيش الإيمان بصدق من أجل تحقيق هدف سام عبر العالم الافتراضي، وحث جيل الشباب إلى إعلان شهادة المسيح بفرح ورجاء!
“كلما ازددنا تناولًا للإفخارستيا، صرنا أكثر شبهًا بيسوع، حتى نتذوق على هذه الأرض طعم السماء.” الطوباوي كارلوس أكوتيس
الأب جون بول خ. (د) جان بول الخوري