في 28 آذار 2025، وبمناسبة الذكرى السنوية 510 لميلاد تيريزا الأفيلية (1515-1582)، قدّمت جماعة الكرمليّين الحفاة، بالقرب من سالامانكا، إعادة بناء فريدة من نوعها لوجه القدّيسة الإسبانيّة، بحسب ما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.
في التفاصيل، أقيم الحدث في كنيسة البشارة في ألبا دي تورميس، مقابل قبر القدّيسة تيريزا، بمشاركة بعض ممثّلي الرهبنة الكرمليّة الحفاة. وبعد المداخلات المختلفة، تمّ عرض وجه القدّيسة، بالإضافة إلى شريط فيديو توضيحي لعملية إعادة تكوين الوجه.
من ناحيته، قال الأب ميغيل أنخل غونزاليس (مُصلّي الجماعة): “اليوم هو اليوم الذي يجتمع فيه العلم والإيمان والتقوى… تمثيل الوجه هذا قد يكون الأكثر دقّة على الإطلاق. وفقاً لإعادة البناء، كانت تيريزا صاحبة عينَين كبيرتَين مستديرتَين سوداوين، مع حاجبَين عريضَين مقوّسَين ووجهاً جذّاباً للغاية ينقل قبل كلّ شيء اللطف والسلام… إنّ هذا البناء العلمي والواقعي يجعل تيريزا الأفيليّة أقرب”.
Présentation du visage de sainte Thérèse d’Avila le 28 mars 2025 © albadetormes.com
أمّا فكرة إعادة تكوين الوجه فتعود إلى نهاية آب 2024، عندما بدأت دراسة بقايا الراهبة المحفوظة بشكل جيّد. وقد طلبت رهبنة الكرمليّين الحفاة من معهد أسترالي للطبّ الشرعي القيام بإعادة بناء علميّة لوجه تيريزا باستخدام التقنيّات الحديثة، فيما أدقّ تمثيل تمّ صنعه على الإطلاق كان إنشاء تمثال نصفي من الطين من قبل الأسترالية جينيفر مان، يمثّل القدّيسة تيريزا في سنّ الخمسين، عندما كانت تعيش في دير القدّيس يوسف في أفيلا. ويجمع التمثال كلّ مصادر البيانات المتاحة: القياسات المجسّمة، صور الأشعّة السينيّة، وصورة للقدّيسة بالإضافة إلى الأوصاف التاريخيّة، ولا سيّما تلك التي قدّمتها الأمّ ماري دي سان جوزيف، المعاصرة للقدّيسة تيريزا والتي شاركت في إصلاح الكرمل.
في هذا السياق، إنّ شهادة الأمّ ماري ثمينة. “كانت قدّيسة متوسّطة الطول. اشتهرت في شبابها بجمالها الفاتن، وحتّى في سنواتها الأخيرة بدت كذلك. لم يكن وجهها عاديّاً، بل كان خارقاً، ولحسن الحظ لا يمكننا أن نقول إنّه كان مستديراً أو معقوفاً”.
« Un visage qui transmet la douceur et la paix » © albadetormes.com
بعد خمسة قرون، أصبحت القدّيسة أكثر معاصرة وحيويّة. لطالما قالت: “الصبر والشجاعة، كلّ شيء يمرّ؛ الله وحده يكفي”.