في رسالة أودى بها البابا فرنسيس إلى البعثات البابوية، حثّ على دعم الجامعة الرومانية مذكّرًا بالدور الخاص للغاية الذي تضطلع به المؤسسات الأكاديمية البابوية الرومانية منذ قرون عديدة، في البحث عن خير الكنيسة جمعاء.
تستعدّ الجامعة البابويّة اللاتران إلى برنامج غنيّ بالنشاطات في فصل الربيع والذي سيبلغ ذروته في 15 أيار بيوم مخصص للتعريف عن الكليّات ودوراتها ومرافقها للطلاّب الجدد.
أحداث مهمّة مقبلة
سينعقد في اليوم نفسه مؤتمر لاهوتي كبير يعرض هويّة ورسالة أساتذة اللاهوت وهو موضوع مستوحى من نتائج المؤتمر الدوليّ حول “مستقبل اللاهوت” الذي نظّمته دائرة الثقافة والتعليم في نهاية العام 2024. وتأكيدًا على التزامها بهويّتها المزدوجة كمركز للتميّز الأكاديميّ وأداة حيويّة في رسالة الكنيسة، ستحتفل الجامعة بالذكرى السنوية السبعين بعد المئة لمجمع نيقيا في 28 نيسان من خلال ورشة عمل تعيد النظر في هذه اللحظة المحوية من التاريخ المسيحي.
يتطابق هذا الحدث مع الإشارات المتكرّرة التي قام بها البابا فرنسيس إلى أهميّة المجمع، بالأخص في تعزيز الحوار المسكوني. إنه يشير بشكل واضح إلى أنّ جامعة اللاتران البابوية لا تكتفي بالحفاظ على الذكرى التاريخية للكنيسة، بل تعيد تفسيرها بطريقة ديناميكية لخدمة الاهتمامات الرعوية واللاهوتية الحاليّة. يشمل برنامج فصل الربيع في الجامعة يومًا للسينودسيّة في 10 نيسان، الذي يعكس تركيز الكنيسة الحالي على التمييز المشارك والشراكة ومؤتمر في 6 أيار الذي يصادف الذكرى الخمسين على اتفاقات هلسنكي، مشددًا على التوجه المتعدد التخصصات في الجامعة والتزامها في المسائل العالمية من خلال برنامج علوم السلام.
رسالة من البابا فرنسيس
تندرج هذه الأحداث في مهمّة واسعة النطاق سلّط البابا الضوء عليها في رسالة أودى بها إلى السفارات البابوية قبل دخوله المستشفى، داعيًا أساقفة العالم أجمع إلى دعم الجامعة البابوية في اللاتران. في رسالته، ذكّرهم الأب الأقدس “بأنّ الزخم الدائم والمتجدّد للتبشير بالإنجيل الذي يحرّك رسالة الكنيسة في مواقف مختلفة وجديدة لا يمكنه أن يتحقق من دون التمرّس في التنشئة اللاهوتية والروحية المتينة والمخضرمة.
وقال: “في الواقع، إنّ هذا يسهّل الوساطة الضرورية الثقافية للإيمان التي، في حين يتمّ التعبير عنها في تأمّل مفتوح على الحوار مع مجالات أخرى من المعرفة، تجد مصدرها الأساسي والدائم بيسوع المسيح وتتوافق مع الغنى المتعدد الوجوه للحقيقة التي يكشفها حدث الوحي”. من هنا، إنّ الإطار المشترَك الذي يُدعى لأن يكون “مختبرًا ثقافيًا” من أجل تطوير تفكير كهذا هو بالمقام الأوّل إطار الجامعات والكليّات الكنسيّة الموجودة اليوم في القارات كلّها”. ومع ذلك، وبينما يعترف البابا بالمساهمة القيّمة التي تقدّمها المراكز الجامعية في العالم، فإنه يستذكر “الدور الخاص الذي تضطلع به المؤسسات الأكاديمية البابوية في روما”. وتؤكّد الرسالة على أنّ “هذه الجامعات والمعاهد، التي تعبّر في كثير من الأحيان عن كاريزما العائلة الدينية توفّر فرص التنشئة والبحث منذ قرون لصالح الكنيسة جمعاء”.