عيّن البابا فرنسيس رئيس الأساقفة جيوفاني تشيزاري باغاتزي أميناً جديداً للأرشيف ومكتبة الكنيسة الرومانيّة، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت. جاء هذا الإعلان، الذي صدر في 28 آذار، في أعقاب تقاعد رئيس الأساقفة أنجيلو فينشنزو زاني، الذي بلغ مؤخراً 75 عاماً بعد ثلاث سنوات في هذا المنصب.
أمّا هذا التعيين فيعهد إلى باغاتزي بالإشراف على أرشيف الفاتيكان الرسولي ومكتبة الفاتيكان – وهما من أعرق المؤسّسات التي تحفظ قروناً من تاريخ الكنيسة والدراسات اللاهوتيّة والتراث الثقافي.
تشير خلفيّته الأكاديمية وانخراطه العميق في الدراسات اللاهوتيّة إلى التزام مستمرّ بالرسالة الفكريّة والتعليميّة للكنيسة. وُلد جيوفاني في كريما (إيطاليا) في 8 حزيران 1965، وسيم كاهناً في 23 حزيران 1990. شملت خدمته المبكرة العمل كنائب رعويّ في لودي، قبل متابعة الدراسات اللاهوتيّة المتقدّمة. حصل على إجازة ودكتوراه في اللاهوت من الجامعة البابويّة الغريغورية في روما، ممّا جعله باحثاً متميّزاً. وعلى مرّ السنين، شغل رئيس الأساقفة باغاتزي مناصب تعليميّة في العديد من المؤسّسات الأكاديميّة ولعب دوراً محوريّاً في المعهد العالي للعلوم الدينيّة “سانت أغسطينو”، فيما خدم في أبرشيّات مختلفة.
أدّت خبرته في علم الكنيسة ودراسات الأسرة إلى تعيينه أستاذاً متفرّغاً في معهد يوحنا بولس الثاني البابوي اللاهوتي لعلوم الزواج والأسرة في روما، حيث قام أيضاً بتنسيق مبادرات الأبحاث. وقد لفتت قيادته وفطنته اللاهوتيّة انتباه البابا فرنسيس، الذي عيّنه أميناً لدائرة الثقافة والتعليم في 26 أيلول 2022. ثمّ تقديراً لمساهماته، رفعه البابا إلى رتبة رئيس أساقفة في تشرين الثاني 2023. سيمَ باغاتزي أسقفاً في 10 شباط 2024 من قِبل الكاردينال خوسيه تولينتينو دي ميندونشا، رئيس دائرة الثقافة والتعليم. وبصفته القيّم الرئيسي على أرشيف ومكتبة الفاتيكان، يتولّى باغاتزي دوراً يربط ماضي الكنيسة ومستقبلها. وتتمثّل مهمّته في حماية الوثائق التاريخيّة القيّمة مع ضمان بقائها في متناول العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم.
تضمّ مكتبة الفاتيكان وأرشيفها بعضاً من أثمن المخطوطات والسجلّات في العالم، والتي تمتدّ عبر قرون من تاريخ الكنيسة ودبلوماسيّتها وفكرها اللاهوتي. ولا يقتصر دور أمين الأرشيف وأمين المكتبة في الكنيسة الرومانيّة المقدّسة على الوصاية فحسب، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً برسالة الكنيسة في الحفاظ على المعرفة ونشرها. ونظراً لخلفيّته في اللاهوت والتعليم ودراسات الأسرة، فإنّ تعيين باغاتزي يشير إلى استمراريّة رؤية البابا فرنسيس – رؤية تؤكّد على العمق الفكري والمشاركة الثقافيّة والالتزام بجعل الكنوز التاريخيّة واللاهوتيّة للكنيسة متاحة على نطاق أوسع.