في رسالته بمناسبة عيد الفصح، عبّر بطريرك الكلدان لويس روفائيل الأوّل ساكو عن فرحه لتمكنّه من الاحتفال بموت المسيح وقيامته مع مسيحيي العراق، إنما لا يزال يأسف للعقبات العديدة التي لا تزال قائمة على طريق السلام بحسب ما ورد على موقع أخبار الفاتيكان بالقسم الفرنسيّ.
وقال: “المصالحة ممكنة على الدوام. يكفي أن نتحلّى بالإيمان والرجاء. صحيح أننا نعيش أوقاتًا صعبة. نحن مسيحيو الشرق الأوسط وكلّ من يعيشون في بلدان أخرى، نشهد حالة من عدم الاستقرار. الحروب والعنف يهدّدان مستقبلنا؛ حتى إنّ الظروف الاقتصاديّة لا تضمن لنا مناخًا هادئًا، إنما لا ينبغي أن يثنينا ذلك عن المتابعة”.
ذكّر الكاردينال أنّ القيم الإنسانية لا تُحترَم في بلاده، وأنّ الحقوق الأساسيّة غالبًا ما تُنتَهَك. كأقليّة، يعيش المسيحيون في جوّ من القلق وانعدام الثقة. وقال: “نحن مقتنعون بأنّ الله خلقنا لنعيش بسلام كإخوة وأخوات، لا للقتال أو المعاناة من العنف”.
اليوم، تشارك الجماعة المسيحية الكلدانية بشكل فعّال في الخدمات والمبادرات الليتورجية التي تروّج لها الرعايا. ويقول الكاردينال: “غصّت كنائسنا بالمؤمنين يوم أحد الشعانين، صلّى العديد من العائلات مع أولادهم على نيّة السلام والوئام والسكينة. كلّ منا، يتوق إلى يسوع الذي يمكن أن يقودنا إلى المحبة والنعمة”.
الإيمان هو دليل
حثّ بطريرك الكلدان المؤمنين على التصرّف على مثال يوحنا، ابن زبدى، الذي بقي مع يسوع بينما هرب التلاميذ، وعلى مثال النسوة ومن بينهم مريم، اللواتي تبعنه كتلميذات في كلّ مرحلة من مراحل حياته حتى النهاية، وأيضًا سمعان القيرواني الذي حمل الصليب عوضًا عنه، أو حتى مثل فيرونيكا التي مسحت الدم والعرق عن وجهه.
رأى الكاردينال ساكو أنّ “على التلاميذ أن يجتهدوا للسهر على إيمانهم”. وذكّر أنّ “الإيمان هو شعور عميق، علاقة محبة وثقة بالله وليس شعورًا سطحيًا”. الإيمان هو “كائن” يقود سلوكنا وليس شيئًا نمتلكه أو نستهلكه”. وتابع الكاردينال ليشير إلى أنّ “الموت ليس النهاية. يسوع هو على يقين أنّ حياته لن تنتهي بشكل مأساويّ. لقد رأينا كيف أنّ الصليب تحوّل إلى مجد واحتفال بالقيامة”. إنه أشبه بخروج جديد، فظهورات المسيح على تلاميذه تمنحهم القوّة والفرح بالالتزام في حياة جديدة والشهادة له. وختم: “إيمانهم وثقتهم في قيامته تنمّيهم وتعزّز علاقتهم به وتغنيهم في مسيرة الحبّ له وللآخرين”.
