كلما صلينا ” السلام الملائكي” ، فاننا نختمه بهذه الكلمات المحبة على قلوبنا: “صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا ” .
بهذه الكلمات نقر ونعترف بكل تواضع باننا خطاة، ونعبّر عن الحقيقة التي لا مفر منها وهي النهاية المزمعة لكل كائن حي، الا وهي الموت الذي يضع حداً لحياتنا الأرضية مهما طالت.
كبشر ، نحيا في الزمن الحاضر ونفكر بالمستقبل ، وكلنا على علم بان الزمن يمر بسرعة ، كغمضة عين ، فهو يزول، ونحن نزول معه، فالبقاء لله وحده، لإنه ازلي لا بداية له، وابدي لانهاية له، فهو سيد الحياة و فوق الزمن.
انظر ! إني قد جعلت اليوم أمامك الحياة والخير ، والموت والشر ( تثنية ٣٠: ١٥ ) . وقل لهذا الشعب : ” هكذا قال الرب : هاءنذا أجعلُ أمامكم طريق الحياة وطريق الموت ” ( إرميا ٢١ : ٨ ) .
فما قيمة الزمن في حياتنا نحن البشر ؟
هناك زمن بشري :
مع الأسف ، هناك بشر لا يلتفتون لله ، ولا يريدون معرفته والعمل بحسب إرادته ومشيئته ، يسيرون على الأرض دون هدف ، فتصبح حياتهم فراغ ولا معنى لها ، ولا حياة فيها ولا غاية يحققونها .
وهناك زمن يحركه الحب لله ، وللقريب . وهذا الحب هو من الله ، لإن الله محبة ، وينطلق من الأرض نحو غاية سامية اخيرة هي اللقاء بالله.
انه زمن مملوء بالنشاط والحيوية ، لان اساسه الايمان والعمل البناء ، والانسان حر في ان يسير مع هذا الزمن او ذاك.
لكن المتعبد لمريم العذراء ، عندما يرفع انظاره اليها مصلياً وطالباً العون والقوة في أعماله ، فانه يعطي للزمن قيمة روحية وإجتماعية ، اذ يسير في حماية مريم نحو الغاية الاخيرة وهي الالتقاء بالله في نعيمه السماوي . ولا يتم هذا اللقاء الا عبر خطوة صعبة في نظر الطبيعة البشرية وهي الموت.
ولكن بقدر ما نتعلق بمريم ونستغيث بها ، ونحن على الأرض ، فانها تساعدنا في عبور تلك الخطوات بثبات وإيمان ورجاء فنجتازها برباطة جأش ليتم الالتقاء بالله وبلوغ الكمال في ملكوته السماوي .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك