ترجمة ألين كنعان إيليا
دعا الأب الأقدس الكنيسة الجامعة، في نية صلاته لشهر حزيران، إلى أن تصلّي “لكي يجد كل واحد منا العزاء في علاقة شخصية مع يسوع، ويتعلّم من قلبه الرحمة تجاه العالم”.
في الفيديو الذي عُرض في الثالث من حزيران والذي يقدّم أول نية صلاة له، أعرب البابا لاون الرابع عشر عن نيّته قائلاً: “فلنتعلم من قلب يسوع الرحمة تجاه العالم”. وفي هذا الشهر المكرّس تقليديًا لعبادة قلب يسوع، دعا للصلاة “لكي يجد كلٌّ منا العزاء في علاقة شخصية مع يسوع، ويتعلّم من قلبه الرحمة تجاه العالم”. وتدعو الكنيسة، بصوت البابا، المؤمنين إلى أن ينظروا إلى البشرية بعيني المسيح.
تسلط نية الصلاة التي أطلقها البابا لاون الرابع عشر الضوء على أهمية النمو في الرحمة تجاه العالم من خلال علاقة شخصية مع يسوع. ولهذا، في هذا الفيديو، يرفع البابا الصلاة إلى قلب يسوع الأقدس، ويطلب فيها من المسيح أن يساعدنا على معرفته بشكل أعمق، وأن نبقى معه، ونتعلّم من محبته، وأن يغيّرنا ويصبح هو غايتنا في كل ظروف الحياة اليومية، ونحمل تعزيته إلى العالم.
سر قلب الله
تذكّر كلمات البابا بأنّ قلب المسيح يرمز إلى مركز شخصه، ومنه ينبع حبّه للبشرية. إنه سرّ قلب الله الذي يتحرّك ويفيض محبةً على الناس أجمعين. على الرغم من أن عبادة قلب يسوع كانت دائمًا جزءًا من الروحانية المسيحية، إلا أنها عرفت ازدهارًا جديدًا في القرن السابع عشر، بفضل الظهورات التي نالتها القديسة مارغريت-ماري ألاكوك، وتفسيرها من قِبل القديس كلود لا كولومبيير اليسوعي. وقد أقر البابا بيوس التاسع عيد قلب يسوع عام 1856، ثم عزز البابا لاون الثالث عشر أهميته برفعه إلى رتبة عيد في العام 1889.
النموّ في الرحمة
يقول الأب كريستوبال فونيس اليسوعي، المدير الدولي لشبكة الصلاة العالمية للبابا: “من خلال تنمية هذه العلاقة الحقيقية مع يسوع، يصبح قلبنا أكثر شبهًا بقلبه، فننمو في المحبة والرحمة، ونتعلّم بشكل أفضل ما تعنيه الرحمة”. ويضيف: “لقد أظهر يسوع محبة غير مشروطة للجميع، وخاصة للفقراء والمرضى والمتألمين، ويدعونا البابا إلى تقليد هذه المحبة الرحيمة من خلال مدّ اليد للذين هم في حاجة”.
ويتابع الأب فونيس: “تسعى الرحمة إلى تخفيف المعاناة وتعزيز الكرامة الإنسانية، ولذلك فهي تعبَّر عنها بأعمال ملموسة تعالج جذور الفقر واللامساواة والإقصاء، من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وتضامنًا”.