إنَّ قلب يسوع هو القربان ، هكذا برهن الرّب يسوع بأعجوبة تحوّل القربان إلى قطعة لحم ودم حقيقيَّين، في مدينة لانشيانو (إيطاليا) عام ١٢٦٢.
حيثُ ثبّت العِلم بأنّ قِطعة اللّحم تعود الى البُطَين الأيسر من عَضلة قلب انسانٍ لا يزال حيّاً.
إنّ أكثر ما يؤلم قلب يسوع، وينادي دوماً من أجل التّعويض عنه، هو الإهانات والشتم نحو القربان لمقدس “جسد ودم مخلصنا يسوع المسيح” ، وأفظعها: التّناول في حال الخطيئة المميتة (دون اعتراف لدى الكاهن، وتوبة حقيقيّة) أو لمَن يتناول وله أكثر من سنة من دون اعتراف.
كتَبَتْ القدّيسة مَرغريت ألاكوك، رسولة القلب الأقدس:
“شاهدتُ الرّب يسوع مشوّهاً بالجراحات ومتألّماً أكثر ممّا كان وقت نزاعه على الصّليب. فسألتُه: كيف صرتَ يا ربّ إلى هذه الحالة؟ من الّذي صنع بكَ هكذا؟
فأجابني: “كلّ مسيحيّ يتجاسر ويتناول جسدي القدّوس وهو في حال الخطيئة المُميتة. إنّه يصلبُني من جديد.”
حدثت هذه المعجزة في مدينة تدعى ريميني في إيطاليا عام ١٢٢٧ يوم عيد الجسد والسجود للقربان الاقدس.
الحمار يسجد ليسوع في القربان المقدّس:
في أحد الأيام أراد القدّيس أنطونيوس البادواني أن يكون موضوع العِظة عن: سرّ القداس “الأفخارستيا” ، سرّ “جسد ودم يسوع في القربان المقدّس”، فيوضِح للسامعين فوائد الإقتراب من هذا السرّ والنِعَم التي يحصل عليها المؤمن من خلال هذا السرّ والنِقم التي يعاني منها الغير مؤمن والشكّاك في هذا السرّ العظيم…
فوقف يَعِظ الناس ويتكلم موضحاً بالدلائل القويّة أهمية هذا السرّ وأنّ الله أحبّ البشر لدرجة أنّه أعطانا ذاته وارتضى أن يدخل في القربان الذي تقدّمه أيدينا ليقدّس من عمل يد الإنسان ذاته. فوقف واحد من السامعين المنتمين الي بدعة تُدعى بدعة (الكاتار) وهي بدعة كانت تحاول في ذاك الوقت هدم ما ترتكن إليه المسيحية من إيمان بكافة الوسائل والأساليب… فقال هذا الشخص للقدّيس أنطونيوس: الله في قطعة قربان؟ ما هذا الهراء؟؟ إن كنت صادقاً في قولك هذا فأرِني ذاك بالفعل وأنا أمام كل الجمع المحيط بنا أعدك أن أتبعك وأتبع مسيحك، إن كنتَ صادقاً…
فابتسم القدّيس أنطونيوس قائلاً : وأنا أقبل التحدّي وإن لم أثبت لكم جميعاً مدى فاعليّة سرّ الإفخارستيا أنسبوا هذا إلى خطاياي… فردَّ الرجل قائلاً: بعد ثلاثة أيام موعدنا في هذه الساحة وسوف أحضر بحماري الصغير معي وسأمنع عنها الطعام مدة الثلاثة أيام هذه. فإن سجدت لقربانك آمنتُ وصدّقت…
وبعد ثلاثة أيام ازدحمت ساحة الكنيسة بالناس الذين جاءوا مشاهدة ما سيحدث، وما هي إلّا لحظات حتى جاء الرجل الذي وقف متحدّياً القديس أنطونيوس البادواني ومعه الحمار الصغير خاصته، ولم ينسَ أن يحضر معه طبقاً كبيراً من الشعير حتى يأكله… وما هي إلا لحظات حتى شاهد الجمهور القديس أنطونيوس خارجاً من باب الكنيسة حاملاً للقربان الأقدس بخشوع شديد وحوله باقي الرهبان راكعين على الأرض بتقوى و خشوع شديد أيضاً… فاقترب الرجل بحماره من أنطونيوس ووضع بجانب البغلة الجائعة طبق الشعير الذهبي… وحبس الناس أنفاسهم ليشاهدوا ما سوف يحدث. وما هي إلا لحظات حتى رأى الناس تلك البغلة – الحمار – الغير عاقلة – تترك طعامها وتأتي لتحني قوائمها الأمامية في حركة ركوع أمام القربان…
وما أن رأى الناس تلك المعجزة حتي صاحوا وهتفوا بأعلى صوتهم: مبارك أنت يارب… هوشعنا في الأعالي. وأعلن البعض إيمانهم بمدى فاعلية هذا السرّ العظيم جهراً وأمام الناس.
ومن وقتها أطلق الجميع على القديس أنطونيوس البادواني لقب: “مطرقة الهراطقة” بفضل هذا السرّ العظيم وتمسّكه بإثبات مدى قوة وفاعلية سرّ الافخارستيا، سرّ القربان الذي لا نستطيع فهمه بعقلنا البشري…
فليُشكر يسوع في كل زمان… ويُمجّد في سرّ القربان على مدى الأجيال.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
