في المجتمع البَشريَّ، الإنسانُ الكسلان هو عضوٌ غيرُ نافعٍ، بل عضوٌ مُضرٌّ…
نتكلّمُ على كيفيّة القيامِ بِشُغلِنا كَمسيحيّين: فَلْنَشتغِلْ بإيمان، ورجاء، ومحبّة…
الطّوباويّ أبونا يعقوب
إنّها نعمةٌ مِن نِعَمِ السّماء…
إنّه جمالُ الإنسانِ الّذي يعملُ بِحُبّ… فيُنتِج الحبّ…
يستمدُّ الإنسانُ قوّتَه الفكريّة والجسديّة من عِناية الرّبّ به، فيغدو عملُه مباركًا، من خلاله يبني ذاتَه، يُربّي بَنيه على الاجتهاد، ويُبعدُهم عن عُقمِ الكسل، يحمي مجتمعَه من الآفاتِ الرّديئة الّتي تدمّر مسارَ الأيّام، ويبني وطنَ المحبّة والسّلام…
فتغدو الحياةُ عندَها قيثارةً تُغنّي الحبّ الّذي يجهلُ معاني الخمولَ والتّعب…
إنّه عملُ الإنسانِ المسيحيّ…
إنّه العملُ الّذي يَفرحُ بهِ قلبُ الرّبّ… “إذا أكلتَ من تعبِ يديك، فَلَكَ الطّوبى، والخير.” (المزامير 128: 2)
لَكَ الطّوبى يا إنسان إنْ أكلتَ خُبزَك من عرقِ جبينِك…
يدعو أبونا يعقوب إلى الشّغلِ بإيمان قائلًا: “أمّا الشّغلُ بحدِّ ذاتِه فهو شرفٌ لا مَذلّة، وهو نافعٌ لا مضجرٌ، ولا مُملٌّ، هو أمرٌ حسنٌ، وجيّد… وإذا تعبنا في الشّغل، فلْنحتملِ التّعبَ كفّارةً عن ذنوبِنا”.
كما يدعو إلى العملِ بِرَجاء، معتبرًا أنّ اللهَ يُكافئُ كلَّ إنسانٍ بحسبِ أعماله…
ويُكملُ كلامَه على العمل بمحبّة قائلًا:”بمحبّة مُوجهَّة نحو الله، ونحوَ القريب، لا نحوَ أنانيّتنا، ولا رغبةً بالظّهور، ولا بحثًا عن المديح، لأنَّ ربَّنا وبّخَ بقسوة الفرّيسيّين الّذين يقومون بأعمالِهم الصّالحة لكي يشاهدَهم النّاس.”
بإيمانٍ، ورجاء، ومحبّة فَلْنَعملْ…
“لا نُريدُ أن تكونوا مُتكاسلين، بَلْ أَنْ تَقْتَدوا بالّذين يُؤمنونَ، ويَصبرون، فَيرثونَ ما وعدَ الله.”
(رسالة إلى العبرانيّين 6: 12)
نحن الأقوياءُ بالّذي يُقوّينا، نَحمِلُ زادَ الإيمان، مناجلُنا الإرادة، والعنفوان…
حَصَادُ بَيَادِرِنا المحبّة، وقمحُ سنابِلِنا الرّجاء…
لأجل ذلك نحن نستطيع أن نمجّدَ اسمَ ربّنا من خلالِ ما تقوم به أيدينا…
الرّبّ منحنا عقلًا مدبِّراً، وساعِدَين قويّين… وطلب منّا أن نسعى، وأخبرنا أنّه معنا…
لأجل ذلك نحن أبناء الاجتهاد…
لِنعملْ… لِنخدمْ… لِنُعطِ… لنزرعِ الخير والمحبّة والبركة، نحصد عندها الفرح، والقداسة…
