« Je n'arrêtais pas de me demander : "Où est Dieu ?" » © Porta Luz

كاهنة ويكانيّة تعود إلى الإيمان

لم أتوقّف عن طرح سؤال: أين الله؟

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

وُلدت إميلي موراس في عائلة كاثوليكيّة. لكنّ سلسلة من الأحداث الصعبة دفعتها إلى البحث في مكان آخر عن طريقة لتلبية احتياجاتها الروحيّة. فلجأت إلى علم الإزوتيريّة والعصر الجديد “لاستعادة السيطرة على حياتها” بعد أن شعرت بإحساس كبير بالتخلّي عنها من قبل المقرّبين منها، وقبل كلّ شيء – كما تقول – من قبل الله. في تفاصيل أخرى نقلها القسم الفرنسي من زينيت عن موقع portaluz، قالت إميلي: “ظللتُ أسأل نفسي: أين الله؟”

في ظلّ هذه الظروف، لجأت إلى الويكا، وهي حركة دينيّة وثنيّة جديدة تمزج عناصر من الشامانيّة مع مقتطفات من أساطير مختلفة. وسرعان ما أصبحت شخصيّة بارزة في الحركة في كيبيك، حتّى أنها مُنِحت لقب “كاهنة الويكا العليا”، كما صرّحت بذاتها لمجلّة Le Verbe. سنة 2015، قرّرت بدء عمليّة ترك الكنيسة، نظراً لعدم توافق الويكا مع المسيحيّة، وإرسال نموذج التخلّي العلني عن ديانتها إلى الأبرشيّة، فتصبح محرومة، أي أنّه لا يمكنها الزواج في الكنيسة، لا يمكنها أن تكون عرّابة، لا يمكن أن تُدفَن في مدافن كاثوليكيّة…

أمّا الأب سيرج تيجاني مُرشد أبرشيّة كيبيك والمسؤول عن حوالى 150 طلب تخلّي يُرسَل إلى الأسقف كلّ سنة، فلا يسهل عليه رؤية أيّ شخص يترك الكنيسة، إلّا أنّه عليه احترام حرّية كلّ إنسان. “الوحيد الذي يجب أن يواجهه هؤلاء الأشخاص هو الله خالقهم”. لكن فيما تتغيّر الظروف والاختبارات، يتوب البعض عن فعلتهم ويُعبّرون عن الرّغبة في العودة إلى الكنيسة، كما حصل مع إميلي. إلّا أنّ عودتها إلى الإيمان لم تتمّ بين عشيّة وضحاها. بعد تجربة قاسية من العنف المنزلي أغرقتها في اكتئاب عميق، شعرت وكأنّها تلقّت فجأة سلسلة من “التلميحات” التي لم تستطع تجاهلها، جاء أوّلها على شكل قطعة صغيرة من الكرتون مكتوب عليها جملة من الكتاب المقدّس، وجدتها على الرصيف. وأحسّت بأنّ الكلمات التي قرأتها “لا تخف ولا ترتعب، لأنّ الربّ إلهك معك” (يشوع 1: 9) كانت موجّهة إليها مباشرة. بعد ذلك بوقت قصير، وجدت شيئاً آخر ذكّرها بكلّ الأشياء الدينيّة الصغيرة التي كانت تمتلكها جدّتها: ميداليّة القلب الأقدس، والتي وضعتها في جيبها، تماماً كما فعلت مع قطعة الكرتون. ولكنّ لحظة التحوّل الحقيقيّة كانت خلال زيارتها لكنيسة سانت آن دي بوبري، إذ تقبّلت المسبحة التي أهدتها إيّاها إحدى صديقاتها التي كانت ترافقها. “عندما أمسكت المسبحة بين يديّ، عادت إليّ صلوات طفولتي… كنتُ مرتبكة وأتساءل عمّا يحدث. وبدأت الأسئلة تتبادر إلى ذهني: هل أخطأتُ؟ ماذا فعلت؟”

أرادت العودة إلى القدّاس، ولكن لكي لا تشعر بأنها “محتالة”، قرّرت اتّخاذ الخطوات اللازمة للانضمام مجدّداً إلى الكنيسة التي تركتها. بعد بعض الإجراءات الإداريّة، وجدت كاهناً تولّى مسؤوليّة ملفّ إعادة قبولها. وتضمّنت العمليّة سلسلة من الاجتماعات للتحضير لسرّ المصالحة، قرأت إيميلي خلال إحداها مَثَل الخروف الضالّ (لوقا 15: 1-7). “من الواضح لي أنني أعتبر نفسي الخروف رقم مئة. لقد بذل الراعي جهداً كبيراً، ولكن بمهارة ولطف شديدَين، لإعادتي… لا أحد، ولا قوّة في العالم، سوى الله، كان بإمكانها التحدّث بلغتي بهذه الطريقة لبناء هذه العلاقة”.

أمّا إحدى أكثر اللحظات المؤثّرة في رحلة إميلي فقد حدثت خلال تساعيّة الرحمة الإلهيّة، إذ لمست صلاة اليوم الخامس المخصّصة للمرتدّين قلبها. “هناك ملايين الناس الذين يصلّون هذه التساعية كلّ عام، وكلّ خمسة أيام يبكي القطيع بأكمله خروفاً ضالّاً. في تلك اللحظة سمعت الراعي، الله، الذي يعتني بكلّ خرافه”. في النهاية، بلغت هذه العمليّة ذروتها في وقت إعادتها الرسميّة إلى الكنيسة، الأمر الذي تضمّن أوّلاً اعترافاً ثم إعلاناً للإيمان أمام كاهن وشاهدَين. حتّى أنّ إميلي طلبت من الكاهن إعادة إشعال شمعة معموديّتها كعلامة على المصالحة.

رحلة إيمانها لم تتوقّف عند هذا الحدّ. تستمرّ إميلي في خدمة الآخرين وتساعد الآن كهنة جماعتها بكلّ طريقة ممكنة، وتدعمهم في رسالتهم. وهكذا تعيش إيمانها المتجدّد وتشعر بأنّها وجدت مكانها في العائلة المسيحيّة الكبيرة.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير