الى ذلك واصل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى البرازيل في مدينة ساو باولو التي وصلها ليل امس، فزار صباح اليوم يرافقه القنصل العام قبلان فرنجية مع وفد كبير من ابناء الجالية اللبنانية، كاتدرائية سيدة الظهور ابريسيدا شفيعة البرازيل حيث كان في استقباله رئيس مجلس أساقفة البرازيل الكردينال ريموندو دماشينو وعدد من الأساقفة المعاونين وكهنة الأبرشية وحشد غفير من ابناء الجالية اللبنانية. وبمناسبة افتتاح الشهر المريمي اقام غبطته الصلاة في الكاتدرائية الكبيرة التي بدأ تشييدها سنة ١٩٥٥ والتي تتسع الى ثلاثين الف مؤمن. ثم ألقى الكردينال الراعي كلمة في المؤمنين الذين فاق عددهم العشرين الفًا كلمة تحدث فيها عن الكنيسة المارونية وتقليدها السرياني الانطاكي واتحادها مع كرسي روما. وتوقف نيافته عند العلاقة بين البطريركية المارونية والموارنة وبين مريم العذراء بحيث انها كانت شفيعة البطاركة في كل الكراسي البطريركية ورافقت الموارنة الى كل مكان من بقاع الارض. وختم غبطته داعيًا للصلاة من اجل السلام في لبنان وفي الشرق الاوسط كي يبقى امينًا لتاريخ الخلاص الذي كتب على ارضه المقدسة. بعد ذلك اقام الكردينال دماشينو حفل غداء على شرف غبطته في إكليريكية الابرشية.
وقبل العودة الى ساو باولو زار البطريرك الراعي المدينة الإعلامية الكاثوليكية في كاشويرا باوليستا والتي تضم الاعلام المنظور والمقروء والمكتوب. وكان في استقباله مطران ابرشية لورينا بنديتو بينيه ومؤسس المدينة المونسنيور جوناث حبيب اللبناني الاصل والمسؤولين عن الأقسام في مؤسسة “الأنشودة الجديدة” التي أرادها مؤسسها المونسنيور حبيب مركزًا للصلاة ومنارة روحية. وهي تضمّ اضافة الى التلفزيون – الذي ينقل القداس الماروني مرة في الشهر مباشرة على الهواء- والإذاعة، والمركز السمعي – بصري، مؤسسة لتعليم الأولاد الذين يعانون من صعوبات خاصة وفيها الف تلميذ، كليات فلسفة وإدارة وصحافة فيها ٤٥٠ طالب جامعي، قسم “بروجين” وهو مخصص لبرامج كمبيوتر ومهن يدوية وموسيقى وفي الوقت عينه هناك إرشاد ديني لكل الطلاب. تقوم هذه المؤسسة على مساحة ارض تبلغ ٣٧٠ الف متر مربع وقد انسأت فيها إكليريكية تضم اليوم ٣٧ اكليريكي، هذا اضافة الى كنيسة كبيرة وقاعة كبرى لنشاطات الشبية تتسع لستين الف شخص. انها مؤسسة دولية ومنظمة عمل تأسست رسميا بعد ان طلب البابا بولس السادس وضع نظام لها، وقد بدات نشاطها عام ١٩٧٧ بتامين عمل للشبيبة وقد طلب حينها الاب حبيب من الشبيبة التضحية بسنة عمل وهكذا انطلقت واصبح لها اليوم ٢٣ مركزا في البرازيل و٦ مراكز في الخارج. يذكر ان مركز التعليم المسيحي يدخله سنويًا مليون شخص ويشاركون في نشاطاته السنوية وابرزها مؤتمر “هوشعنا”.
وبعد جولة على اقسام المركز اقيم احتفال تكريمي للبطريرك الراعي نقل مباشرة على شاشات التلفزيون، فتحدث راعي الابرشية المطران بينيه مرحباً بغبطته وقال انها اول زيارة لبطريرك ماروني الى الابرشية والى المدينة الإعلامية اللتين تفرحان اليوم بهذا الحدث التاريخي العظيم، معربًا عن افتخاره بالجالية المارونية الكبيرة في أبرشيته والتي يتعاون معها في خدمته الراعوية. ثم تحدث المؤسس المونسنيور جوناث حبيب الذي عبر عن اعتزازه بجذوره اللبنانية وعن تأثره لانه لم يتمكن بعد من زيارة وطنه الام مشددًا على دور الروح القدس والعناية الالهية في حياته وفي عمله. من جهته قال البطريرك الراعي ان العناية كانت في الوقت ذاته، الذي كان المونسنيور حبيب يقوم بمشروعه الكبير الذي يبرز فيه اليوم التلفزيون والإذاعة، تساعد على انشاء مشروع مماثل في لبنان “تيليلوميار” كمحطة تلفزيونية، “وصوت المحبة” كإذاعة، وقد أصبحتا اليوم تغطي كافة القرى الارضية. اضافة اليوم الى “تيفي تشاريتي” عبر الانترنت وغيرها من المؤسسات الإعلامية الكنسية المسيحية. وذكر غبطته بدور تلك الوسائل في نشر كلمة الإنجيل وفي المساهمة فب الانجلة الجديدة وفي بث القيم الانسانية والروحية والاجتماعية التي تحمي المجتمعات والعائلات والأوطان. وفي الختام قدم غبطته الميدالية البطريركية الى المونسنيور حبيب تقديرًا لعطاءاته الكبيرة. يذكر ان المدير التنفيذي لتليلوميار جاك كلاسي اعلن في ختام اللقاء عن توقيع اتفاقية تعاون بين AO VIVO و تيليلوميار بمناسبة زيارة غبطته الى المدينة كما قدّم لغبطته.
ومع وصوله الى ساو باولو مساء ترأس الكردينال الراعي قداسًا احتفاليا في كنيسة سيدة لبنان، بعد ترميمها، لمناسبة منح القربانة الاولى لعدد من الاطفال. وفي عظته اعتبر نيافته ان اول بيت قربان سكن فيه يسوع كانت مريم العذراء، ونحن على مثالها مطلوب منا اليوم ان نكون بيوت قربان تتحرك. ودعا الاطفال الا ينسوا هذا اليوم الابيض من حياتهم بعد خلعهم الثوب الابيض لافتا الى ضرورة تجديد حياتنا كما تجددت كنيسة سيدة لبنان بنعمة كبيرة وبمحبة الناس لكنيستهم، سائلاً الله ان يجعلنا جميعاً عناصر تجدد روحي وانساني واجتماعي ووطني.