جدد البابا في إجابته على الأسئلة التي وجهها له الشباب خلال عشية العنصرة على هوية الكنيسة التي ليست مؤسسة خيرية كما وأنها ليست مؤسسة سياسية. “فإذا تحولت الكنيسة إلى مجرد مؤسسة غير حكومية وخيرية تفقد ملحها، لا يعود لها طعم، وتضحي مجرد مؤسسة فارغة. لهذا أدعوكم لتكونوا حاذقين، لأن الشيطان يحاول خداعنا، لأننا بصدد خطر الفاعلية. فالتبشير أمر، والفعالية أمر آخر”.
وأضاف: “قيمة الكنيسة الأساسية هي عيش الإنجيل والشهادة للإيمان. الكنيسة هي ملح الأرض ونور العالم، وهي مدعوة لكي تجعل خميرة ملكوت الله حاضرة في المجتمع”.
ثم تحدث عن الأزمة الحالية مشيرًا إلى أنها “ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي أزمة ثقافية. إنها أزمة الإنسان: الإنسان هو الذي يعيش أزمة!”.
وبالحديث عن الكنيسة قال: “عندما تنغلق الكنيسة على ذاتها تمرض، تمرض!”.
وقدم هذا المثل: “فكروا بغرفة مغلقة لمدة سنة: عندما تدخل إليها، هناك رائحة رطوبة، هناك الكثير من الأمور التي ليست على ما يرام. إن كنيسة منغلقة على ذاتها هي كذلك: هي كنيسة مريضة. على الكنيسة أن تخرج من ذاتها. إلى أين؟ نحو الضواحي الوجودية، أينما وُجدت، ولكن يجب الخروج. يسوع يقول لنا: “اذهبوا في كل العالم، إذهبوا! بشروا! قدموا الشهادة للإنجيل!” (راجع مر 16، 15).
ثم تساءل: “ولكن ماذا يحدث عندما يخرج المرء من ذاته؟ قد يحدث ما يحدث لجميع الذين يخرجون من بيوتهم على الطريق: الحوادث. ولكي أقول لكم: أفضل ألف مرة كنيسة تعرضت لحوادث، على كنيسة مرضت بسبب الانغلاق! اخرجوا!”.