الآية التي وردت في رؤيا القديس يوحنا، عن الملاك الذي نزل من السماء، وبيده سلسلة قوية قيّد بها التنين ” الحية القديمة “، قد حملها بعضهم على القديس عبد الأحد.. رسول العذراء!
وان السلسلة هي المسبحة الوردية، والتنين هو ابليس، وهذا نفسه قد شهد بأن المسبحة الوردية تربطه عن الإضرار بالناس وتهدم قوة الشر.
إن صلاة الوردية، لم تكن في أول نشأتها تدعى بهذا الاسم ( كما ذكرنا سابقاً )، بل كانت تدعى تارة بالصلاة “الربية : الأبانا ” وتارةً أخرى: ” المزاميرالمريمية” تشبيهاً لها بالمزامير الداودية، لأنها تشتمل على مائة وخمسين من ” السلام عليكِ يا مريم ” نظيرعدد المزامير، ولأنها تُتلى يوميا في الكنائس كما تُتلى المزامير.
ثم دُعيت ” مسبحة “، عبارة عن عقد أو اكليل منظوم على مثال الأكليل الذي وضعه موسى على تابوت العهد. وقد كانت هذه المسبحة في أول أمرها، كناية عن سلسلة معقودة عقداً بعدد ” ألأبانا” و ” السلام عليكِ يا مريم ” فيها. وهكذا قد استعملها القديس عبد الأحد نفسه، كما شهد ” ألأنوس” بقوله : ” أن القديس عبد الأحد، كان يوزّع من تلك السلاسل المعقودة منه عقداً كمية وافرة، وكأن به يوزّع مقاليع يرمي بها إبليس” . وقد شبّهها بعضهم بالحبلة القرمزية التي دلّتها “راحاب ” على جدار مديتة أريحا، وبها خلّصت مع كامل عائلتها من خراب أريحا ودمارها.
وقال القديس ايرونيموس : ” وتلك الجميلة كانت عُقداً منضداً بالأسرار، وما أشبهها بسلسلة الوردية التي بها ينجو الخطأة من تنكيل النقمة الإلهية “.
وقال بعضهم أت سلسلة الوردية، يربطها كل حبة من حبات المسبحة بأختها، تشير إلى ارتباط الاخوة الذين يشتركون بها مع بعضهم.
إن تسمية هذه الصلاة “بالوردية”، قديمة العهد على ما وردت في براءات الأحبار واسفار المؤرخين. قال “كرنيلوس الحجري”، الشارح الشهير للأسفار الإلهية: “ان تسمية هذه الصلاة بالوردية، هو من آية الكتاب القائل في سفر الحكمة: كالوردة المغروسة على ضفاف المياه. وفي سفر الجامعة : ” كالوردة في أريحا “، على ان الوردة بلونها الظريف ورائحتها الزكية، هي اصح ما يكون للتعبير عن جمال مريم، وطهارتها وبهاء عظمتها، ومقدرتها وعذوبة رحمتها ومحبتها.
هذا ولا يٌخفى ان في الورد الجمال والشوك والرائحة الذكية، هذه كلها ترمز إلى أسرار الفرح والنور والحزن والمجد. إلى غير ذلك من وجود الشبه والرموز بين الورد وصلاة المسبحة.