سجّلت الجمعيّة شهادات مختلفة خلال سهرة عيد العنصرة التي جرت في 18 مايو في ساحة القديس بطرس، وذلك قبل لقاء البابا الحركات والجماعات الجديدة والجمعيّات والمجموعات العلمانيّة التي توافدت للحجّ أمام ضريح الرسول بطرس.
ننشر في ما يلي شهادة ألفونسو وبيتي ريكوشي اللذين يعيشان اليوم روحيّة تجديد ربانيّ.
ييتي- تعارفنا أنا وألفونسو عام 1983 وقرّرنا أن نتزّوج بعد ثلاثة أعوام من الخطوبة. وسببنا الوحيد هو أننا كنّا عاشقين. وتمّ الإحتفال بمراسم الزواج في الكنيسة وذلك فقط من أجل “الموقع” ولم تخطر ببال أيّ أحد منا دعوة يسوع وأمّه مريم.
ولم ينزع سير تحضير الزفاف إعتقادنا أنّ إختيارنا للزواج في الكنيسة لا صلة له بالإيمان.
وفي وقتٍ مبكرٍ جدًّا، إنشغلنا بولادة طفلين رائعين، صبيٍّ وفتاة. ولكن، شعرنا، بالوقت عينه، بظهور الأعراض الأولى لشيءٍ ما جعلنا نشعر حقًا بعدم الراحة ولم نتمكّن من معرفته.
كانت ثقوبًا في الروح لا تملؤها إلّا محبّة الله ولكن، إنشغل كلّ واحد منا بأشياء أخرى ألا وهي، المهنة، وممارسة الرياضة، والسهرات مع الأصدقاء، والعناية المفرطة بالجسم من أجل محاربة علامات التقدم في السن.
لقد أقنعت نفسي بأنّ الحلّ الوحيد لحزننا كان بإنجاب أطفال ولكن، في الثلاثين من العمر أصبح القرار صعبًا، فلم أستطع أبدًا إنجاب أطفال. وعندها تفاقمت الأزمة، وفي شهر يونيو 2009، ترك زوجي المنزل بعد أن وجهّت إليه هذه الجملة الفظيعة: “أنا لا أحبك على الإطلاق”.
وخلال تلك الأشهر من الإنفصال، عشنا في مدن مختلفة وأذينا بعضنا كثيرًا “بالتّصرفات والأقوال” حيث لم يتمكن أيّ أحد منا طلب السماح من الآخر على كلّ الحب الذي لم يمنحه إيّاه خلال 23 عامًا.
ألفونسو- أتذكّر الإحباط والمعاناة التي عانيتها في هذه المرحلة من الزمن، والرغبة في أن تنتهي حياتي بأقرب وقت. ولقد خسرت أعز ما كان لديّ ولم أشعر بأيّ أملٍ لإيجاد السلام.
لذا حصلت على نعمة اللّقاء بأصدقاء قرّروا أن يضعوا حياتهم بين يدي يسوع. واصطحبوني إلى لقاء الله الذي كان إيماني به بعيدًا كلّ البعد والذي بدأ، بالمقابل، بالإقتراب مني كثيرًا.
وتعلّمت السماح والصلاة من أجل العائلة التي فقدتها. ووكّلت أمر بيتي والأطفال إلى العذراء مريم ووجدت السلام في صداقتي مع يسوع. وعلى الرغم من معاناتي، اكتشفت قوة الحياة وجمالها.
بيتي – في أكتوبر من هذه السنة، وبعد 9 أشهر، إلتقينا في المحكمة لإصدار الحكم النهائي. وتوجّه زوجي فجأةً إلى محاميه لإخباره أنّه لا يريد شيئًا وأنّه دفع كلّ الأشهر التي طلبتها منه مقدّما حتّى مساعدته لي عند الحاجة.
وظننت أنّ ذلك كان فخًّا لإسترجاعي. وعندما خرجنا من المحكمة، سّلم عليّ ومضى من دون أن يطلب شيئًا بالمقابل.
وفكّرت بالقول “إذًا هذا هو الحبّ، لأنّ الحب هو كذلك فهو مجانيّ”.
وأوقفته ودعوته إلى احتساء القهوة بغية التعرّف إلى هذا الرجل الذي أثّرت بي رؤيته لأوّل مرّة. وأدركت أنّه كان مغرمًا بيسوع وأنّ يسوع أعاد له الحياة.
لم أتلفّظ بكلمة. ومع الوقت، أصبحت أنا أيضًا أسلك طريق الإيمان. وبعد أن تحدّثنا واكتشفنا في كلّ واحد منا شخصًا جديدًا، قرّرنا الإلتجاء إلى رعاية شخصًا حكيمًا وحيويًّا ننتمي إليه اليوم. هذا الشخص الذي ساعدنا في رؤية أنفسنا بشكلٍ أوضح وتذكّرنا أنّ الزواج لا يعدّ فقط وعدًا يتعهّد به الزوجان أمام الله بل إنّ الله بنفسه هو الذي يعِد بمنحنا النعمة لنحبّ مثله.
وذهبنا إلى منزلنا معًا، وفي الليلة عينها بدأ زواجنا من جديد، والآن نحن لا نتوقّف عن شكر يسوع. وهو الذي نقدّم له كلّ امتناننا، ومحبّتنا وحياتنا.
وفي 14 سبتمبر 2011، يوم تمجيد الصليب المقدس، إحتفلنا بالذكرى الـ25 من زواجنا بإحتفال ليتورجيّ كان فيه ضيفا الشرف يسوع ومريم.
***
نقلته الى العربية ميريام سركيس- وكالة زينيت العالمية