من المعلوم عن البابا فرنسيس أنه يحاول جاهدًا أن يشجع الشبيبة أينما كان في كل أنحاء العالم كي يتقربوا من الله ولا يوفر أي فرصة من دون أن يتوجه اليهم بكلمات من القلب يحثهم فيها على ألا يفقدوا الإيمان والرجاء بالله لأنه الوحيد القادر على كل شيء، وفي هذه السنة وخلال لقاء الشبيبة في ريميني توجه البابا الى المشاركين برسالة من القلب حول شعارهم قلب نحو اللانهاية ليؤكد لهم مرة أخرى أن الله موجود في حياتهم ولن يتخلى عنهم وما عليهم إلا أن يثقوا به، هذا وتلقت الرسائل تصفيقًا حارا من المشاركين لأنها احتوت على التحديات التي يواجهها كل من المسيحيين واليهود والمسلمين وهي الهوية والغيرية والإخلاص وقد تلاها الكاردينال جان لويس توران وتساءل كيف بعض الأشخاص يناقضون أنفسهم حين يعلنون أننا لسنا في حاجة الى الله ولكن في صحفنا اليومية يرد اسم الله مرات لا تحصى… وأيضًا رسالة الرئيس الإيطالي شددت على أن الأديان هي جزء من الحل وليست هي المشكلة.
في التفاصيل، بعث البابا فرنسيس برسالة الى المشاركين في اللقاء ال36 في ريميني الذي افتتح يوم الخميس 20 آب وتحمل الرسالة في طياتها تعليقاً للبابا حول شعار اللقاء الذي استوحي من كلمات الشاعر الإيطالي ماريو لوزي: ماذا ينقصك يا قلبي، أي نقص هذا الذي يملؤك فجأة؟ في هذا الشعار الذي تم اختياره تم التشديد على كلمة قلب الذي وصفه القديس أغسطينوس بقلب بلا كلل ولا يشبع أبدا، هو قلب يسكن في كل واحد منا ويبحث عن معنى للحياة وللموت وللحب وللعمل وللعدالة وللفرح.
إن هذا الإنشغال وبسحب ما نقلته زينيت هو ضروري في عالم اليوم الذي يعطي أنصاف إجابات ويقدم آفاق خاطئة وفق كلمات بندكتس السادس عشر. لا يمكن لأحد أن يناقش مواضيع حول الله من دون أن يجيب عن الأسئلة الأاساسية التي تحرق القلب والمرحلة الأأولى تبدأ مع توعية حس الغياب هذا الذي يملأ القلب ولكن الذي ينزح تحت حمل التعب والآمال المحبطة.
يتابع البابا رسالته قائلا أن الإنسان اليوم يواجه استعمار الإيديولوجيات الذي يقلل تلبية حاجات القلب ولا يأخذ في عين الاعتبار جمال البحث عن المحبة والحقيقة والجمال والعدالة الموجودة في كل واحد منا وكما قال سلفه حين توجه بالحديث الى الشباب “القلب هو نافذة مفتوحة نحو اللانهاية.”
الى جانب ذلك أكد الأب الأقدس أن الله وحده هو من يستطيع فتح الإجابات التي ينتظرها الجميع وفقط مبادرة الله تستطيع أن تملأ حجم القلب. كما جاءت في الرسالة أيضًا كمات البابا فرنسيس في 19 أيلول 2013: “حتى ولو كانت حياة شخص ما كارثة ومحطمة بأي شيء سيء فهناك الله في حياته…تى ولو كانت حياة الغنسان كأرض مزروعة بالشوك وبالحشائش الضارة هناك دائما مكان للزرع الجيد كي ينمو علينا فقط أن نؤمن بالله.”
أما الكاردينال جان لويس توران فتساءل كيف بعض الأشخاص يناقضون أنفسهم حين يعلنون أننا لسنا في حاجة الى الله ولكن في صحفنا اليومية يرد اسم الله مرات لا تحصى…