في ذلك الزَّمان: قال يسوع للجموع: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان، ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه.
فمُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه.
فَجَميعُ الأَنبِياءِ قد تَنَبَّأوا، وكذلك الشَّريعة، حتَّى يُوحَنَّا.
فإِن شِئتُم أَن تَفهَموا، فهُو إِيلِيَّا المُنتَظَر رُجوعُه.
مَن كان لَه أُذُنانِ فَلْيَسمَعْ!
*
يستعمل الكثيرون من العنف تجاه ذواتنا لنبقى شبابًا: من الحمية القاسية إلى الرياضية، من إزالة الشحم الزائد إلى السليكون، من الليفتينغ إلى البوتوكس… وها يسوع يأتي ليقول لنا أن “مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه”. ماذا يقصد الرب؟ يوضح بعض الشارحين أن الجهاد أو العنف كما تقول بعض الترجمات ليس ضد الملكوت بل هو جهاد مرتبط بهوية الملكوت بالذات. هذا الجهاد هو روحي وهو وحده يستحق أن يدعى “حربًا مقدسة” أو “جهادًا مقدسة”، لأنه الجهاد الذي يحملنا لنكون قديسين بالنعمة وبالتجرد عن الذان لنفسح المجال للرب في حياتنا. العنف الضروري هو “عنف” أو “جهاد” الولادة الجديدة. فنحن لا نبقى شبابًا بل نضحي أطفالاً والأطفال وحدهم يرثون الملكوت.